* بيروت - أ ف ب: كان النائب جبران تويني رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار اللبنانية العريقة الذي قتل أمس الاثنين في انفجار سيارة مفخخة شرق بيروت، صحافيا ملتزما في طليعة المناهضين لسوريا في لبنان. انتخب جبران تويني (48 عاما) نائبا للمرة الأولى عن مقعد بيروت الارثوذكسي المسيحي على لائحة تيار (المستقبل) لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في آيار/مايو 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان نهاية نيسان - أبريل. وتميز جبران تويني بخطبه خلال (انتفاضة الاستقلال) التي تمثلت بحركة شعبية واسعة أعقبت اغتيال الحريري في 14 شباط - فبراير الماضي ودفعت سورية مع الضغوط الدولية، إلى سحب قواتها من لبنان. افتتاحياته كانت على الدوام بيان اتهام في حق السياسة السورية يؤكد من خلالها تمسكه بلبنان السيد المتحرر من الوصاية السورية. وكتب الخميس في آخر افتتاحية له: ليت وزير الخارجية السوري فاروق الشرع يفهم ويقتنع بأن عهد الوصاية السورية على لبنان قد ولّى، وبأن اللبنانيين يعرفون مصلحتهم ويغارون عليها أكثر مما يغار عليها النظام السوري الذي يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من أجل معاودة وضع اليد على لبنان وفرض وصايته عليه بينما هدف اللبنانيين هو تحصين استقلال بلادهم وحماية سيادة وطنهم ووحدته بعد انتفاضة الاستقلال وانسحاب القوات السورية منه. وغادر تويني نهاية آب - أغسطس لبنان بعدما نصحته الأجهزة الأمنية بذلك إثر تبليغها من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري بوجود لائحة سوداء لشخصيات مستهدفة. من باريس كان تويني يرسل مقالاته إلى صحيفة النهار قبل عودته أخيرا إلى بيروت حيث استأنف نشاطه نائبا وصحافيا. كان جبران تويني يناهض أيضا الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. كما كان من كبار المدافعين في الفترة الأخيرة عن تشكيل محكمة دولية في إطار اغتيال الحريري. جبران تويني خريج المعهد الأوروبي لإدارة الاعمال في فونتينبلو (فرنسا) والمعهد العالي للصحافة في باريس. له أربع بنات من زيجتين بينهن توأمان ولدتا قبل أشهر قليلة. وابنته الكبرى نايلة صحافية في النهار. زوجته الأولى هي ميرنا المر كريمة النائب ميشال المر وشقيقة وزير الدفاع الحالي إلياس المر الذي نجا هذا الصيف من محاولة اغتيال. وجبران تويني كان وريث عائلة عريقة في الصحافة والسياسة اللبنانية فوالده غسان تويني نائب ووزير سابق وجده جبران تويني كان أحد وجهاء الطائفة الارثوذكسية في الاشرفية (حي في شرق بيروت) مؤسس صحيفة النهار العام 1932 ونائب ووزير. والدته ناديا حمادة تويني التي توفيت وهي شابة، كانت شاعرة باللغة الفرنسية وهي شقيقة وزير الاتصالات اللبناني الدرزي مروان حمادة الذي نجا في الأول من تشرين الاول - اكتوبر 2004 من محاولة اغتيال حمل سورية المسؤولية عنها.
|