* بيروت - (اف ب): تعتبر جريدة النهار التي فقدت مديرها العام جبران تويني اعرق الصحف اللبنانية، وقد خسرت امس الصحافي الثاني من اسرتها اغتيالا بعد ستة اشهر على مقتل سمير قصير، وكانت سباقة خلال السنوات الماضية إلى مناهضة السياسة السورية. وعرفت هذه الصحيفة منذ منتصف التسعينيات بمواقفها الجريئة المعارضة للحكم في لبنان الذي كان مواليا لسوريا وللسياسة السورية في لبنان. وكان جبران تويني وسمير قصير من اوائل الصحافيين اللبنانيين الذين هاجموا السياسة السورية من داخل لبنان، وهما ساهما عبر صحيفة النهار في تنامي التيار الذي ادى الى قيام (انتفاضة الاستقلال) بعد اغتيال رفيق الحريري في شباط/ فبراير الماضي وانسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان/ ابريل الماضي. وتميزت جريدة النهار خلال السنوات القليلة الماضية بتحولها الى منبر اساسي لمعارضين سوريين كانوا يوجهون سهام الانتقاد الى النظام السوري من بيروت، خصوصا في الفترة التي اعقبت تسلم الرئيس السوري بشار الاسد السلطة في عام 2000 ويتحدر جبران تويني من اسرة عريقة في مجال الصحافة والسياسة، وهو الجيل الثالث الذي يتسلم ادارة وتحرير صحيفة (النهار) بعد جبران الجد النائب والوزير السابق الذي اسسها في الثلاثينيات، ثم غسان تويني الوزير والنائب السابق ايضا الذي لا يزال رئيس تحريرها رغم تجاوزه الثمانين. وعرفت هذه الصحيفة بمواقفها الجريئة وكان انتشارها يتسع مع تزايد معارضتها للانظمة والحكومات المتعاقبة في لبنان عبر افتتاحيات لاذعة كانتتشارك في صنع القرار السياسي اللبناني، وتنقل آل تويني مراراً بسبب مقالاته على صفحات (النهار) بين الحكم والسجن والمنفى. وقد دخل غسان تويني السجن لثلاثة اشهر في مطلع السبعينيات كما دخل الوزارة ايضا لثلاثة اشهر اخرى قبل ان يستقيل ليعود الى صحيفته، ثم يعين مندوبا للبنان في مطلع الثمانينيات لدى الامم المتحدة فكان عراب قرار مجلس الامن رقم 425 الذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من جنوب لبنان. ودخل جبران تويني الصحافة في مطلع الثمانينيات واجبر في التسعينيات على الانتقال الى المنفى في باريس لمساندته العماد ميشال عون عام 1990 ضد الوجود السوري في لبنان. الا انه عاد في مطلع التسعينيات وحوَّل جريدة النهار الى منبر مناهض للسياسة السورية ونشر مقالات عدة كان اشهرها (رسالة مفتوحة الى الرئيس بشار الأسد) تساءل فيها عن (جدوى وجود الجيش السوري في لبنان)، مطالبا بألا (يكون ثمن السلام في المنطقة عبر وضع يد سوريا نهائيا على لبنان).
|