* القاهرة - (أ. ف. ب): دعا المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف إلى (تداول السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع) وتعديل شروط الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية في حفل استقبال لتعريف الصحافيين بنواب الإخوان الـ 88 في مجلس الشعب المصري. وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها المرشد العام للإخوان علناً عن تداول السلطة باعتباره من أولويات البرنامج السياسي للجماعة، مع أن البرنامج الانتخابي للإخوان الذي أعلن قبيل الانتخابات التشريعية تضمن إشارة إلى تداول السلطة. وحقق الإخوان المسلمون فوزاً تاريخياً في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وحصدوا عشرين في المئة من مقاعده. وقال عاكف خلال الحفل الذي أقيم مساء الأحد في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، موجهاً حديثه إلى نواب الإخوان إن (مجلس الشعب الجديد مرشح لاقتراح تعديل الدستور فاعملوا على أن يكون الدستور المعدل نابعاً من إرادة الشعب معبراً عن نبضه وآماله). وأضاف: (اعملوا على تقييد السلطات المطلقة الممنوحة لرئيس الدولة، اعملوا على أن يكون انتخابه بالانتخاب الحر المباشر وفق ضوابط معقولة وعلى أن تكون ولايته لمرتين فقط واعملوا على أن يكون تداول السلطة سلمياً عن طريق صناديق الاقتراع حقيقة ممكنة). وكان الرئيس المصري حسني مبارك أعلن في حملته الانتخابية الصيف الماضي أنه سيجرى تعديلات دستورية بعد الانتخابات التشريعية من دون أن يفصح عن طبيعتها. وقد احتفظ الحزب الوطني الحاكم بأغلبية الثلثين في مجلس الشعب اللازمة لإقرار أي تعديلات دستورية. وللمرة الأولى في تاريخها شهدت مصر في ايلول - سبتمبر الماضي انتخابات رئاسية تعددية بموجب تعديل للمادة 77 من الدستور أجري في ايار - مايو الماضي. غير أن المعارضة المصرية اعتبرت أن هذا التعديل تضمن (شروطا تعجيزية) للترشيح لرئاسة الجمهورية خاصة ضرورة أن يحصل من يرغب في الترشيح على تزكية من 250 من أعضاء مجلسي الشعب والشورى ومجالس المحافظات. وكان عاكف أكد في تصريحات نشرتها صحيفة (المصري) الأحد أن الجماعة لن تخوض انتخابات الرئاسة إلا بعد إلغاء قانون الطوارىء، ولكنها تدرس خوض انتخابات المجالس البلدية المقررة في نيسان - ابريل. كما دعا عاكف نوابه إلى العمل على (إصدار قانون استقلال السلطة القضائية (الذي يكفل الفصل بينها وبين السلطة التنفيذية) والذي تصاعدت ضغوط نادي قضاة مصر من أجل إقراره منذ الربيع الماضي. وطلب عاكف كذلك من نواب الإخوان الانحياز للفقراء وتخفيف الأعباء عنهم وتحميلها للأغنياء وربط الأجور بالأسعار وتوفير الخدمات الصحية المجانية للفقراء وتحقيق الكفالة الاجتماعية للعاجزين والعاطلين). وحرص عاكف على الإشارة إلى أن ممثلي الجماعة في البرلمان سيراعون مصالح أقباط مصر الذين أثار الصعود السياسي للإخوان قلقهم فقال إن (نواب الإخوان هم نواب عن الأمة كلها ويجب أن يراعوا مصلحة الأمة كلها مسلميها وأقباطها).
|