Tuesday 13th December,200512129العددالثلاثاء 11 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

الإخوان في الانتخابات المصريةالإخوان في الانتخابات المصرية
م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

حقق الإخوان المسلمون نتائج مذهلة للوسط السياسي والاجتماعي المصري.. حيث تحول الإخوان المسلمون من جماعة محظورة إلى حزب يفوز بخمس مقاعد مجلس الشعب المصري رغم أنه ما يزال محظوراً.. ويقول الإخوان في صحفهم لو أن الانتخابات سلمت من بعض العوائق لكان نصيبهم أكثر من ذلك.. وثار السؤال: ما الذي جعل حزب الإخوان يحقق هذه النتائج الكبيرة وغير المتوقعه حتى منهم؟.
في الأسبوع الماضي أتيح لي زيارة القاهرة في رحلة عمل قصيرة.. وبحكم الاهتمام كانت الانتخابات المصرية هي الموضوع الذي تحدثت فيه مع كل من التقيت، وقرأت كثيراً مما كتب عنها في الصحافة المصرية.. وقبل الدخول في الآراء ووجهات النظر في الانتخابات ونتائجها أود أولاً أن أصف الصورة التي قدم بها حزب الإخوان مرشحيه.
البرنامج الانتخابي للحزب.. مصاغ بشكل يدعو إلى طمأنة الطوائف الدينية الأخرى والفئات التي تدعو إلى سيادة المجتمع المدني لا الديني.. ويقول المناوئون للإخوان إن هذا الخطاب ليس لطمأنة المصريين بل لطمأنة أمريكا والغرب من خلفها.. حتى لا تعيق وصولهم إلى السلطة.. لكنهم بعد الوصول سيكون لهم حديث آخر.. والدليل كما يقولون هو شعارهم المرئي.. والمصاحب لصور مرشحيهم.. أنك سوف تجد صورة لسيفين مشرعين فوقهما قرآن مفتوح وآيات تدعو إلى الجهاد وإعداد القوة لإرهاب عدو الله و(عدوهم).. هذه العناصر توحي تماماً بما يعتمل في نفوسهم وكأنهم داخلون إلى حرب مقدسة لا إلى انتخابات مدنية.. كما يؤكدون أن المقصود بأعداد القوة لإرهاب عدو الله لا يعني أمريكا أو إسرائيل، فقد أعلن قادة الإخوان أنهم لن يحاربوا إسرائيل ولا أمريكا بل يريدون بناء مصر حتى تكون قوية.. فهل المقصود بإعداد القوة هو لإرهاب المصريين أنفسهم من غير جماعة الإخوان.. ثم يضيفون إن فكر الإخوان يقوم على تأجيل الحرب مع العدو الخارجي حتى يتم الإجهاز على العدو الداخلي.. وهو فكر معلن لكل الجماعات الإسلامية في مختلف الأقطار العربية التي لهم وجود فيها.
هذا ما يقوله المناوئون للإخوان.. لكن ما هي القراءة الواقعية المتجردة الممكنة لذلك الحدث.. وهو في ظني قريب للتالي:
كما هو معلوم المكون الرئيس لثقافة الشعب المصري هي الثقافة الإسلامية.. والفئات المتدينة في جميع الشعوب والأديان فئات محترمة وموثوق بها.. وصاحَبَ ذلك توجيه بدعم حكومي للخطاب الديني.. وإفراد المساحات الإعلامية الواسعة له.. كتأكيد من الحكومة على أن حربها على الإرهاب ليس حرباً على الدين.. إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيش فيه الشعب المصري.. كل ذلك زاد من عمق التدين في المصريين .. وهذا تجده ظاهراً في الحياة العامة مثل المحلات والسيارات واللباس.
رفع الإخوان في الانتخابات شعاراً عاطفيا.. هو (الإسلام هو الحل) حرك في النفوس التطلع إلى منقذ يأتي من السماء.. وهل هناك أعظم من الله تعالى الذي يتكلم باسمه الإخوان.. يجعل من ربع المقاعد في مجلس الشعب، وهو العدد الذي وجده المراقبون أمراً مدهشاً.. إنه ليس كذلك.. فلو تعامل الإخوان مع هذه الانتخابات بنفس منظور وثقة الحزب الوطني ربما حقق الإخوان الثلثين من مقاعد مجلس الشعب لا الحزب الوطني.. فقد تقدم الإخوان ب (150) مرشحاً من أصل (444) مرشحاً في (222) دائرة انتخابية.. لأنهم كانوا يهدفون إلى الحصول على (30) مقعداً كحد أقصى.. وكم كانت مفاجأتهم كبيرة حينما حصلوا على (36) مقعداً في المرحلة الأولى.. وحققوا الفوز بثمان وثمانين مقعداً في المحصلة النهائية.
والسؤال الآن ما هي الخطوة القادمة لمصر وللإخوان؟! سؤال كبير.. ليته يكون محل عناية مراكز الأبحاث المصرية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved