صلاة الاستسقاء أصبح الذين يحضرون صلاة الاستسقاء التي يأمر بها ولي الأمر عند استحكام الجدب.. وتأخر نزول المطر عن أوانه.. قلة لا تمثل إلا جزءاً من الذين يصلون الجمعة في هذا المسجد أو ذاك. ونشأ هذا الواقع من سببين: * أحدهما يجب أن يتعوذ منه المسلم ويحاربه ويتجنب طريقه.. والنبي - صلى الله عليه وسلم - تعوذ منه وهو (الكسل)، فكان - عليه الصلاة والسلام - يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ومن الهم والحزن والبخل والجبن والهرم). * وثانيهما واقع يجب أن يتغير وهو غياب (نصف) سكان المملكة صباح كل يوم سوى يومي العطلة.. عن منازلهم؛ وخاصة أبناء المدارس وبناتها الذين يرحلون إلى صفوفهم الدراسية.. بجميع مراحلها من (التمهيدي) و(الروضة) إلى (الجامعة). وهذا القسم الكبير من المجتمع السعودي لا تُتاح لهم فرصة صلاة الاستسقاء مع الذين يصلونها. وهذا الواقع غير المرضي الذي يَحرِمُ البلادَ والعبادَ من صلاة ودعاء هذا القطاع الكبير المغيّب من المجتمع، يدعوني إلى (اقتراح) أُوجهه إلى سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - بارك الله في علمه وعمله - وهو: أن ينظر مع المسؤولين في الدولة والمعنيين بالأمر أن يحولوا (الحصة الأولى في الدراسة) إلى إقامة صلاة الاستسقاء في المدارس.. كل مدرسة في مكانها ومصلاها ويقوم مدير المدرسة أو أحد المدرسين بالصلاة بهم وأداء الخطبة، ويكون الحرص أكثر على استقطاب الصغار الذين لم يبلغوا الحلم بعد.. حتى ولو كان بعض هؤلاء الصغار ليسوا على طهارة.. فطهارة قلوبهم البريئة من الذنوب قد تشفع لهم في استجابة الدعاء الذي يرفعون أيديهم به إلى الله تبارك وتعالى.. بعد تلقينهم الدعاء الذي يستطيعونه.. وما إخال ذلك إلا مجدياً ونافعاً وسبباً قوياً من أسباب ما تُقام له صلاة الاستسقاء.. من استجلاب رحمة الله بها بالتضرع إليه في إنزال الأمطار وإنبات الأرض. سماحة الشيخ عبدالعزيز: آملُ أن يكون هذا الاقتراح - وإن كان غريباً وغير مألوف - اقتراحاً وجيهاً وبناءً وفي (محله) كما يُقال.. وبإمكان وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي - التعويض عن هذه الحصة المستقطعة لصلاة الاستسقاء. وهذه الصلاة لا تحدث في العام الدراسي (موسم الشتاء).. إلا مرتين أو ثلاثا تقريباً، فتأثيرها على الدراسة ضئيل. ولا شك لديَّ أن استقطاب (خمسة ملايين) دارس ودارسة إلى تأدية صلاة الاستسقاء في أماكنهم الدراسية.. سوف يكون لها من الله تعالى الرحمة والعطاء السخي لعباده الذين استرحموه وتوجهوا إليه أطفالاً، وشباباً، وكهولاً، وشيوخاً، في شبه إجماع متكامل من سكان البلاد. والله كريم جواد يستحي أن يرد مَنْ مدَّ إليه يديه أن يعيدهما صفراً. لماذا حُذفت البسملة؟ يبدو أن مجتمعنا العربي السعودي الذي كان أكثر المجتمعات العربية والإسلامية تمسكاً بالإسلام واعتدالاً فيه.. عقدياً وشرعياً - قد تغير إلى حد ملحوظ يكاد يخرجه من وسطيته إلى تشتيت من الرؤى والأفكار المتضادة.. بين الغلو والجفاء. هذا الانحراف المخيف عن الوسطية والاعتدال يجب على العلماء وولاة الأمر أن يعملوا على تلاشي هذه الظاهرة ودحر جيوشها الباغية وهزيمتها بقوة التمسك بالإسلام المعتدل المتسامح غير المُفْرِط أو المفَرِّط. لقد رأينا في السنوات الأخيرة من يدعو إلى حذف البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) من الأوراق الرسمية والخاصة بدعوى إبعادها عن الابتذال بسبب رمي الأوراق مع المخلفات وإهانتها بذلك.. وهذا وجه حسن؛ في هذا الجانب، لكن هناك الجانب الآخر وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (كل أمر لا يُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع.. وفي رواية فهو أبتر) أي ناقص البركة. فأي الاتجاهين - سماحة المفتي العام - ترون أنْ يأخذ به المجتمع حيال هذا الأمر؟ أفتونا مأجورين.
|