|
انت في "وطن ومواطن" |
|
أكثر وزارة يطربني ذكر اسمها ويجعلني ذلك الاسم متمنياً أن أكون من منتسبيها هي وزارة التعليم العالي، إذ دائماً ما كان يخيل لي أن هذه الوزارة هي أكثر الوزارات انضباطاً في عملها ولا تقوم قراراتها إلا على خطط مدروسة وبعناية فائقة تحج كل مخالف وتقنع كل متشكك أو مرتاب خاصة التعليم العالي الذي كفي المؤونة بمديري الجامعات وعمداء الكليات ومجالس الجامعات فلم يبق لها إلا التخطيط بهدوء وبمتسع من الوقت ووفرة من الجهد. إن أهالي حفر الباطن يأملون أن يشملهم قرار الوزارة الذي أمر بافتتاح فروع جامعات في عدد من محافظات المملكة ولم يكن لحفر الباطن نصيب منها في شيء، نحن لا يسوءنا أن تفتتح فروع للجامعات في هذه المحافظات ولا نحسد أهلها في ذلك فهم أهلنا ومحافظات المملكة كلها محافظاتنا ونتمنى أن يكون في كل مدن بلادنا العزيزة جامعات متكاملة توازي أكبر الجامعات في العالم، لكن كان أملنا أن يشمل هذا القرار محافظة حفر الباطن التي يزيد سكانها وحدها عن ثلاثمائة وثمانين الفا ناهيك عن المراكز المجاورة كالقيصومة التي يزيد سكانها عن عشرة آلاف نسمة والسعيرة والذيبية كذلك، والصداوي وشعبة نصاب والصفيري والنظيم ودرب الإبل، وهذه مراكز لا يقل سكانها عن ألفي نسمة وغيرها من المراكز الأخرى، ولا يمكن إغفال مدينة الملك خالد العسكرية، وفي حفر الباطن وحدها ما يقارب خمسة وعشرين ثانوية للبنين، ولا يوجد بها سوى كليتين الأولى كلية المجتمع التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والأخرى كلية التقنية وهما كليتان لا تكفيان حاجة المنطقة. إنني ارجو من المسؤولين النظر في حال مدينة حفر الباطن فأقرب الجامعات إليها في الدمام والرياض خمسمائة كيلو والبعض منهم يدرس في الأحساء سبعمائة كيلو والبعض الآخر في عرعر ستمائة كيلو. كل هذه الأرقام والحقائق أمام نظر وزارة التعليم العالي، وكذلك نتائج التعداد السكاني، ألم تزود الوزارة بنسخة منه؟ نأمل أن يكلف موظفو الوزارة انفسهم بزيارة هذه المحافظة والوقوف على احتياجاتها. ألم يحضر أحد منهم يوماً متنزهاً فيها أثناء الربيع؟ ألم يعبر بها أحد وهو يصطاف خارج المملكة في أرض من أراضي الشام فيلفت نظره التوسع الكبير في المدينة وبسرعة أعلى من المحافظات الاخرى؟!. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |