* بقلم: جاسر الجاسر بإجماع النصراويين على تزكية الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن سعود لرئاسة نادي النصر السعودي، تكون أولى خطوات نجاح رحلة عودة النصر إلى منصة البطولات قد تمت بنجاح. وإذ اخترت السفينة كبداية رمزية للكيان العالمي النصر السعودي، فإن الرحلة التي يخوض غمارها (القبطان) فيصل بن عبدالرحمن رحلة مليئة بالصعاب فبالإضافة إلى غمار المنافسات الرياضية في ظل جماهير لا ترحم ولا يشبعها إلا الفوز في اللقاءات، وكثرة الالتزامات والمهام التي تتطلب مصاريف وأموالا ليس من السهل توفيرها في ظل عزوف الكثير من الرموز النصراوية التي كانت تدفع في الماضي، فابتعدت لظروف عديدة لا مجال لذكرها الآن. وأيضاً مع واقع لا يساعد على المقارعة مع أندية تتوافر لها ميزانيات وأموال ضخمة لتكفل داعمين لا يبخلون عليها مما أتخم الأندية المنافسة للنصر بكفاءات رياضية من لاعبين مهرة، وأجهزة فنية وإدارية متميزة ومستقرة. أما واقع الحال في النصر، ومع الإقرار بالتميز الذي لا يعرفه إلا اللاعب النصراوي الذي يضحي بكل شيء من أجل عشقه الأصفر، ويتفانى في هذا الحب فيعوض حرمانه وما يفتقده من أشياء كثيرة يتمتع بها أقرانه لاعبو الأندية الأخرى، إلا أن اللاعب النصراوي يعوض كل شيء بالحماس والروح والإخلاص حتى أصبح شعار النصر بمن حضر حقيقة نصراوية لا تغيرها الأوضاع ولا الأحداث ولا تتأثر بالزمن. فيصل بن عبدالرحمن رئيس مميز، لأنه من أبناء نادي النصر، تربى بين أروقته وعلى ساحات ملاعبه، ووضع حب النصر وعشقه في بيت أبي النصر ورمزه الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - إذ إن كل النصراويين يحبون النصر ويضحون من أجله، وكل من تشرف بالعمل في إدارات النصر السابقين والمعاصرين، كانوا يبذلون الغالي والرخيص من أجل النصر، وهم على استعداد لأن يعطوا أكثر ويبذلوا كل ما يستطيعون أن يقدموه. إلا أن فيصل بن عبدالرحمن.. غير. لماذا غير؟! لأن فيصل بن عبدالرحمن يكاد يكون رئيس ناد رياضي نموذجي، فهو بالنسبة لنادي النصر.. ابن النادي، محبوب ومقنع لكل النصراويين.. لاعبين.. وجماهير.. وأعضاء شرف.. بل حتى لمنافسي النصر.. فيصل بن عبدالرحمن.. شاب محبوب من كل الجماهير الرياضية حتى التي لا تشجع النصر.. ويقيناً سيعيد بهدوئه ورزانته واحترامه الجميع الكثير إلى النصر.. من نصراويين ابتعدوا.. ومن رياضيين خاصموا النصر. فيصل بن عبدالرحمن، يعد - وهذا شيء مؤكد وليس مجاملة - أحد خبراء كرة القدم السعودية، فهو معاصر لكل ما طرأ على مسار هذه اللعبة داخل المملكة من تطور، ومتابع جيد لما جرى ويجري في الأندية السعودية، ليست له خصومات ولا عداوات مع أي شخص، وبالتالي قادر على توظيف خبراته وقدراته الإدارية وعلاقاته الجيدة مع الجميع، لخدمة السفينة التي سيقودها. أهم من هذا بالنسبة لرئيس ناد جماهيري، قدرة فيصل بن عبدالرحمن على الحكم الفني غير الخاضع للهوى والميل، والذي يعرف هذا الأمير الرائع، وأزعم أني أعرفه جيداً يجد فيه رجلاً منصفاً عاقلاً، بسيطاً، هادئاً، يفكر بعقله بهدوء وصمت، ولا يتعجل في إعطاء رأيه إلا بعد أن يشاور ويوازن ثم يصدر حكمه، وكثيراً ما كان صائباً في اتخاذ قراراته. لست متفائلاً من فراغ، حينما أتوقع أن تجد (السفينة النصراوية) طريقاً سالكاً تحت قيادة ربانها القبطان فيصل بن عبدالرحمن، ولكن قبل أن أختم هذه المقالة الترحيبية التي أعتقد أنها تعبر عن كل النصراويين، فالجميع يحب فيصل ويتمنى أن ينجح مرة ثانية مع النصر. ولكن قبل ذلك لي رجاء من محبي النصر وعشاقه ومحبيه الحقيقيين.. جماهير النصر الوفية، وهو الصبر على فيصل بن عبدالرحمن ومن معه ممن اختارهم للعمل معه.. فيا جماهير النصر لا تتعجلوا النتائج وأعطوا الفرصة لفيصل بن عبدالرحمن ليبني النصر من جديد. أما الشيء الآخر الذي يجب أن أثبته هنا فهو الشكر والتقدير لكل من خدم النصر وخاصة الإدارة السابقة في عهدي الأمير سعد بن فيصل.. سعد الذي يذكر له أنه عمل وبذل واجتهد لإبقاء النصر متوهجاً. والشكر أيضاً لفهد المشيقح الذي أدار بحنكة وقدرة إدارية فذة فترة فراغ إداري، استطاع أن ينسي الجميع أن النصر يمر بواحدة من أصعب المراحل وقد كان ناجحاً ورائعاً ومتميزا هو وزملاؤه حسام الصالح وسعد الطمرة وفهد الطخيم الذين نرجو ألا يبتعدوا عن بيتهم وعشقهم النصر السعودي.
|