Tuesday 6th December,200512122العددالثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

دفق قلمدفق قلم
إتاحة فرصة التعليم
عبدالرحمن صالح العشماوي

لا تزال شكاوى الشباب ذكوراً وإناثاً من ضيق فرص التعليم الجامعي أمامهم مستمرة، ولا تزال الأعداد الغفيرة من خريجي وخريجات الثانويات تعاني من عوائق القبول في الجامعات والكليات والمعاهد العليا، ولا تزال حالات القلق عند الأهل تسيطر على نفوسهم خوفاً على أولادهم من مشكلة الفراغ التي تجرُّهم إلى كثير من الممارسات الخاطئة جرَّاً، خاصةً أن الشباب بعد الثانوية يكون في أوج مرحلة المراهقة التي تتَّسم بالحيوية والنشاط، والرغبة في العمل والعطاء والإنجاز.
أين نذهب إذا لم نُقبل في الجامعات؟
ماذا نفعل بأبنائنا وبناتنا الذين لا يتمكنون من الالتحاق بالدراسات الجامعية؟
كيف نعالج هذه المشكلة الكبيرة؟
أسئلة نسمعها يومياً عشرات المرَّات، ونشعر بخطورتها، ونحس بإحساس الذين يوجهونها من الآباء والأمهات، والشباب الذين يعانون من أوقات الفراغ المملَّة التي تصيب نفوهم بالسأم والملل، وتجنح ببعضهم إلى نوع من أنواع الانحراف.
هنالك رأي سمعتُه من الكثير، ويقتنع به الكثير، يقول: لماذا لا نوسِّع دوائر القبول في الجامعات والكليات، بصرف النظر عن التقدير، ويكون هنالك توزيع مدروس على مجموعة من الكليات، وفترات تحضيرية يلتحق بها الطلاب والطالبات، نتعرف من خلالها على قدراتهم وميولهم، ونوجههم بعدها إلى المجال المناسب لهم، وتكون هذه الفترات التحضيرية من سنة إلى سنتين يتم فيها احتضان الشباب في هذه المرحلة العمرية المهمة، وهو احتضان له فوائده الجمَّة التي تعود على الأسرة والمجتمع والوطن، وفيه من الإقناع للشباب بحجم قدراتهم وحقيقة ميولهم ما يمكن أن يمنحهم فرصة التوجُّه الصحيح إلى المجال المناسب، وهذا الاحتضان التربوي التعليمي التوجيهي بعد الثانوية له فوائد ثقافية وفكرية وأمنية، فبدلاً من بقاء الشباب فريسة لوحش الفراغ الكاسر في فترة ما بعد الثانوية، يتم قبولهم في الجامعات بالطريقة المشار إليها.
إنَّ مشكلة هؤلاء الشباب كبيرة، ولا يصح تجاهلها، فهي ذات آثار سلبية - إن تجاهلناها - على المجتمع بصفة عامة.
هنالك جانب آخر مهم في هذه القضية يتمثَّل في طريقة التعامل مع هؤلاء الشباب من الجنسين، فهم يشكون من الأساليب الجافَّة والردود المقتضبة وعدم المبالاة بما يقولون، من قبل كثير من موظفي العلاقات العامة والقبول والتسجيل؛ بل إن بعضهم يشكو من أسلوب (وضع سماعة الهاتف من قبل الموظف) بصورة تدل على عدم المبالاة بهذا الشاب أو تلك الشابة، وقد شكا كثير من الشباب من إنهاء بعض الموظفين للمكالمات الهاتفية بصورة تدلُّ على عدم اهتمامهم بنفسيات الشباب، وكأن هؤلاء الشباب يتسوَّلون حقوقهم في الدراسة والتعليم - على حدِّ قول بعضهم - .
رأيٌّ من الآراء التي قد يكون من النافع جداً أن يؤخذ بعين الاعتبار حتى ننقذ شبابنا من أجواء الفراغ المشحونة بما يخيف من أحاديث النفس الأمَّارة بالسوء.
إشارة
الفراغ هو الطريق الأسهل إلى الضياع.

www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved