حين ظهرت في الأيام القليلة الماضية فيزيائية سعودية بنقابها في أحد اللقاءات العلمية أشادت بالتزامها وسائل النشر، وتناولت مظهرها المواقع الإلكترونية بشيء من الإعجاب في ضوء ظهور مفاجىء للنساء في الوسائل ذاتها وقد أزحن خمرُهن من فوق وجوههن فيما ألغتها بعضهن،... والمتتبع لهذه الظاهرة يقف مشدوهاً لأمرين، أوَّلهما التَّفكر في كيفية هذه الانتقالة السريعة من موقف لآخر بين عناصر المجتمع، وثانيهما، التَّفكر فيما كان عليه القدْر الذي أعدّ لوليمة مفاجئة ثبت أنه قد نضج حين حلَّ موعدها...! ففيما كانت الصُّحف هنا لا تسمح بنشر مجرد رسم لامرأة يوحي بشكلها أصبحت بين غمضة عين وانتباهتها تصدّر صورها ترويسات المقالات واللقاءات والأحداث، وفيما كنت لا تجد امرأة تقف في منبر علمي داخل مجتمعها غدوت تشاهد من تشترك في سباق السيارات وتقود الطائرات... ليس الأمر لماذا ولا كيف هنا، بل هنا هو متى تأهلت القناعات والمفاهيم لخوض هذه التظاهرة التي ما كانت لتأخذ هذه المساحة أو المسافة من الإنجاز والبروز بهذه السرعة في مجتمع كمجتمعنا لولا أنَّ هناك مطبخاً كبيراً أعِدّت فيه الوجبات السريعة لتحلَّ فوق طاولات الوجبات الأساس. ما بعث هذا هو الموقف المستجد في شأن الفيزيائية الشَّابة المنقبّة في مؤتمر علمي حلّ فيه الإعجاب مكان السخط، بمثل ما تعرضت فيه للرأي الآخر ممن يقف في الاتجاه المعاكس. وفي كلا الموقفين تبدُّل ظاهر.. وبما كان يختم أحد الكُتَّاب التأمُّليين مقاله أختم: عَجَبي...!!!
|