Tuesday 6th December,200512122العددالثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

هذرلوجياهذرلوجيا
شيخوخة الأيديولوجيا
سليمان الفليح

* إن مشكلتنا السياسية في العالم العربي سواء على مستوى القيادات أو (الانتلجنسيا) أو النُخب، هي تشبثنا المستميت بأيديولوجيات هرمة لم تعد صالحة لزماننا هذا. وعلى الرغم من ذلك نتمسك بها كثوابت لا يأتيها الباطل، وكأنها - والعياذ بالله - نصوص مقدسة، هذا إن لم تطغ علينا في بعض بلداننا العربية وتصبح نمطاً أساسياً للتفكر والتدبر (يحتوي الثقافة والسياسة والحياة الاجتماعية) ويصبغها بلونه الموحد الذي بهت مع الأيام ولم يعد صالحاً للاستعمال (!!) فالأنظمة العربية التي تشبثت بالأيديولوجية الأممية (الشيوعية) تحديداً ونتاجها الاشتراكي أخذت تتمسك بهذه النظرية، على رغم تخلي أصحابها عنها وإعلانهم العالمي بطلانها وعدم صلاحيتها في عالم اليوم. وعلى الرغم مما جرّت على الشعوب من ضحايا وانتهاكات وممارسات مغلوطة إلا أنها لم تزل - وللأسف الشديد - ورغم (خداعها التاريخي) للشعوب - تقبع في الذهن العربي - تحديداً - وكأنها مُسلّمات ليست قابلة للنقاش حتى لو تخلى عنها صانعوها ومنظروها ومطبقوها أيضاً، وهذا ما أحدث خللاً في الذهنية الثقافية العربية، تماماً كما أحدثت الأطروحات القومية التي أدى بعضها إلى ما وصلنا إليه من هزائم واحتلالات وسحق ذريع. وفوق ذلك لم يزل هناك من يكابر بخلود تلك الأيديولوجية التي أسُي تطبيقها رغم نفوقها جراء استخداماتها في عالم متغير، لم تستوعبه هذه الأيديولوجية، رغم تفردها في أكثر من نظام، كذلك كان البديل السيئ لفشل تلك الأيديولوجيات الفكر التكفيري (الضّيق) الذي جرّ المزيد من الويلات والكراهية والضربات الموجعة التي لم نزل نعاني منها حتى اليوم، إلى أن ينقذنا الله من أخطاء ممارساتها الفادحة.
* * *
واليوم ونحن ننظر في كل تلك الإخفاقات الأيديولوجية التي عانينا منها وما جرته علينا من المصائب والانكسارات، فإنه علينا الآن وقبل الغد أن نعيد النظر في كل أخطائنا سواء أكان على مستوى القيادات أو الإنتلجنسيا - المثقفة - وأن نمعن النظر والقراءة في كل المتغيرات الدولية المحيطة بنا والتي سنكون - ولا شك - أول ضحاياها المستهدفين. ومن هنا فإنه علينا مثلاً أن نجمع تجارب القيادات التقليدية وتطلعات القيادات الشابة التي تعقد مؤتمرها اليوم في دبي ونستفيد جيدا من فرصة التغيير التي تمر بها معظم الدول العربية مثلما قال الشيخ محمد راشد بن مكتوم: (إن علينا اقتناص تلك الفرصة وإشارات التغيير والإصلاح التي بدأت تظهر في بعض البلدان العربية وأن نعزز تلك الإشارات) وذلك لأنها (تقدم للأجيال العربية الشابة فرصة التحرر من الخيبة والإحباط واليأس). ونضيف إلى ذلك أنها تحرر عقلنا الشائخ من المسلمات الأيديولوجية الميتة وتطلقه في فضاء التلاحم والتماس مع المتغيرات الدولية واللحاق بركب الأمم التي تتقدم ونحن لم نزل نندب على قبور أيديولوجياتنا الميتة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved