السلطات الجزائرية تشرع في ترحيل المهاجرين الأفارقة

* الجزائر - محمود أبو بكر:
أفادت مصادر مطلعة ل(الجزيرة) أن مصالح الشرطة والدرك في الجزائر بولاية تلمسان (غرب الجزائر) قد شرعت في عملية ترحيل منظمة للمهاجرين غير المقيمين في الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية. وذكرت المصادر أن السلطات الجزائرية قد سخرت إمكانيات لوجستيكية مهمة لنقل المهاجرين إلى مطار الولاية، حيث وضعهم رجال الأمن في خمس طائرات أقلعت تباعا إلى مطار أدرار (جنوب الجزائر) في فترات متباعدة خلال نهار أمس وأمس الأول.ووصلت آخر رحلة إلى أدرار في حدود السادسة والنصف من مساء (الأحد). وأكدت المصادر ذاتها أن العملية جرت من غير وقوع أية مشاكل، وإن كان العديد من المهاجرين الذين ينتمون إلى جنسيات مالية ونيجيرية وغينية أبدوا مقاومة لترحيلهم، لكن شهادات نقلت عن بعضهم ابتهاجهم بالعودة إلى أهاليهم نظرا للظروف المأساوية التي كانوا يعانون منها طوال تواجدهم في الجزائر بعد ان تقطعت بهم السبل المؤدية إلى أوروبا.وحسب شهود عيان من المنطقة فإن السلطات قد أحاطت (عملية الترحيل) بتعزيزات أمنية مكثفة، بالنظر للعدد الكبير من الأشخاص المعنيين بنقلهم آلاف الكيلومترات عبر الجو والبر. لكن مصادر أخرى لم تخفِ خشيتها من عدم تحمل حكومات البلدان الأصلية للمهاجرين الأفارقة مسؤولياتها في مراقبة حدودها لاحقا، بحيث من المحتمل أن يحاول المبعدون العودة مرة اخرى.
والمعلوم ان ملف الهجرة غير الشرعية قد تسبب في نشوب حرب كلامية بين الجزائر والمغرب في شهر أكتوبر الماضي، بسبب اتهامات وجهتها الرباط للحكومة الجزائرية، تحدثت فيها عن تساهل الجزائريين في مراقبة الحدود المشتركة. كما كشف تقرير أعدته لجنة حقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الإفريقي، بناء على عمل ميداني، عن معاملة لا إنسانية لقيها مئات المهاجرين على أيدي قوات الأمن المغربية التي أودت بحياة 15 مهاجرا، بينما ألقي القبض على عشرات خارج الجدار الدفاعي عند الحدود مع الصحراء الغربية.