* فلسطين - مكتب الجزيرة: قالت والدة الفدائي الفلسطيني لطفي أمين أبو سعدة (20 عاما) الذي قتل خمسة إسرائيليين وأصاب العشرات بجراح وصفت جراح عشرة منهم بالخطيرة عندما فجر نفسه قبل ظهر يوم أمس الإثنين في مدخل أحد المراكز التجارية بمدينة نتانيا وسط إسرائيل، قالت لمراسلة (الجزيرة): أنا لا أصدق ما يحدث حولي.. لقد تناول ابني لطفي إفطاره وغادر البيت في تمام الساعة السادسة صباحا كعادته متوجها إلى عمله في مصنع الطوب التابع لأخواله، ولم يوحِ لي ولو بقسمات وجهه أنه مغادر هذه الحياة، وأنه ذاهب لتنفيذ عملية فدائية، ونفت الوالدة المسكينة أي علم لها ولأسرتها بنية ابنها تفجير نفسه، مؤكدة أن ما جرى فعلا يشكل مفاجأة للجميع. وبعد أن توالت الأنباء بأن منفذ العملية من مدينة طولكرم توجهت (الجزيرة) إلى بلدة علار الفدائي، الواقعة شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وتبين أن الفدائي (لطفي أمين أبو سعدة)، وعائلته (والديه وثلاثة من الإخوة الذكور وبنتين اثنتين) يعيشون في بيت متواضع وتعتمد عائلة الفدائي على الزراعة في معيشتها، أما الفدائي نفسه فكان يعمل في معمل مصنع للطوب يملكه أخواله في البلدة. واستغرب أهالي البلدة والجيران وأفراد الأسرة أن يقدم هذا الشاب البسيط غير المتعلم على تنفيذ عملية فدائية كهذه، خاصة أنه منهمك دائما في عمله ولم ينتمِ لأي حزب كان. وقال أقارب وجيران الفدائي: إنه كان بسيطا يلجأ إلى إخوته في تدبير شؤونه كونه لم يكن متعلما حتى أن شقيقته الكبرى كانت تتولى القيام بتسجيل أيام عمله في مصنع أخواله.!! وبدت عائلة الفدائي مذهولة ولم تصدق النبأ حتى شاهدت على شاشات التلفاز صورة ابنها وهو يحمل سلاحا ويقرأ وصيته الأخيرة قبل توجهه لتنفيذ العملية، حينها انهار الجميع وأخذوا يبكون وفي عيونهم آثار الصدمة والمفاجأة.
|