عباس يصف العملية بالإرهابية وشارون يحمله المسؤولية ويتوعد بالرد
خمسة قتلى في عملية فدائية في إسرائيل والجهاد تعلن مسؤوليتها

  * رام الله - نتانيا - مكتب الجزيرة - رندة أحمد - بلال أبو دقة:
لقي خمسة أشخاص أمس الاثنين مصرعهم وجرح أكثر من ثلاثين آخرين في عملية استشهادية نفذها فلسطيني عند مدخل مركز تجاري في نتانيا شمال تل ابيب في وسط إسرائيل.
وقد فجر الاستشهادي العبوات التي كان يحملها عند مدخل مركز (هاشارون) التجاري بعدما رصده الحراس، وقتل الانتحاري وخمسة أشخاص آخرين، وسبق أن تعرض هذا المركز الواقع في شارع هرتزل لتفجير مماثل في 12 تموز - يوليو الماضي.
وقال شرطي كان حاضرا لحظة الانفجار: إن الانتحاري لم يكن مزنرا بالمتفجرات إنما كان يحمل في حقيبة (عدة كيلوغرامات) من المواد المتفجرة، وأضاف أن (حارسا وشرطيا منعاه من الدخول إلى المركز التجاري).
وأفاد مصدر أمني أن سيارة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية تقدمتها سيارة فتحت لها الطريق، أنزلت الانتحاري في المكان قبل دقائق من الانفجار.
وشنت حملة تمشيط للعثور على السيارتين وسائقيهما على ما أضاف المصدر معتبرا أن الانتحاري استفاد من (مساعدة) داخل إسرائيل، وقد تناثر زجاج الابنية المجاورة للمركز التجاري جراء الانفجار، ورأى أحد مراسلي وكالة فرانس برس أربع جثث على الاقل في الشارع.
وكان خبراء من الشرطة يتفحصون جثة الاستشهادي في حين راح آخرون يفتشون المنطقة، وقد مات الإسرائيلي الخامس في المستشفى متأثرا بجروحه في حين جرح ثلاثون آخرون - على ما ذكرت الشرطة .
هذا وتبنت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين أمس الاثنين العملية الاستشهادية التي اسفرت عن سقوط خمسة قتلى في نتانيا قرب تل أبيب، مؤكدة انها تثأر بذلك لاغتيال إسرائيل أحد قادتها.
وأعلنت سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي في بيان ان الاستشهادي لطفي أمين أبو سعدة من بلدة علار شمال طولكرم (شمال الضفة الغربية) تمكن من اجتياز كل التحصينات الأمنية الصهيونية والوصول إلى العمق الأمني الصهيوني المنهار وفجر جسده، في حشد كبير من المغتصبين الصهاينة.
وأضاف البيان أن الرئيس أصدر تعليماته الصارمة للاجهزة الأمنية بإلقاء القبض على المسؤولين والمتورطين في هذه العملية الإرهابية وتقديمهم للعدالة، وشدد على أن السلطة الفلسطينية لن تتساهل مع كل من يثبت تورطه ومسؤوليته عن هذه العملية الإرهابية.
هذا وقد دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة أمس العملية وتعهد بإحالة الذين يقفون وراءها إلى القضاء.
وجاء في بيان صادر عن مكتب عباس أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يؤكد إدانته الشديدة للعملية التي وصفها بالإرهابية.
وأضاف البيان ان الرئيس أصدر تعليماته صارمة للأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على المسؤولين والمتورطين في هذه العملية وتقديمهم للعدالة، وشدد على أن السلطة الفلسطينية لن تتساهل مع كل من يثبت تورطه ومسؤوليته عن هذه العملية الإرهابية، واعتبر أن العملية تلحق أفدح الأضرار بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وحمل شارون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسؤولية وقوع العملية متهما اياه بأنه منشغل بالانتخابات بدل الانشغال بمحاربة الإرهاب، على حد تعبيره.
وهدد وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم بالرد بقوة على العملية فيما قال وزير الأمن الداخلي غدعون عيزرا: إن إسرائيل سترد على العملية بكل تأكيد.من جهته قرر وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز عصر يوم أمس الاثنين خلال جلسة مع القيادة الأمنية الإسرائيلية فرض إغلاق تام وشامل على الضفة الغربية وهدد بتوجيه ضربات قوية لحركة الجهاد الإسلامي في أعقاب عملية نتانيا التفجيرية.
وحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية قرر موفاز توسيع الضربات التي توجهها إسرائيل للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ أشهر عدة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها : إن القرار الذي اتخذ اليوم (أمس الاثنين) يتضمن إعطاء (ضوء أخضر) لقوات الاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيال ضد نشطاء الجهاد، إضافة لاحتلال مدن وقرى التي يتواجد فيها بنية تحتية للجهاد.من جهتها هددت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بتنفيذ عمليات جديدة في حال واصلت إسرائيل مسلسل الاغتيالات بحق قادتها، محذرة من المساس بسلاح المقاومة.جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في المسجد العمري بمدينة غزة عصر يوم أمس الاثنين أعلنت فيه مسؤولياتها الكاملة عن العملية الفدائية التي وقعت قبل ظهر يوم أمس في مدينة نتانيا والتي قُتل فيها خمسة إسرائيليين وأصيب العشرات بجراح وصفت جراح عشرة منهم بالخطيرة عندما فجر الفدائي لطفي أمين أبو سعدة (20 عاما) نفسه في مدخل أحد المراكز التجارية بمدينة نتانيا وسط إسرائيل.