يهتم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز سنوياً بالرعاية والإشراف على مسابقة نادر من نوعها؛ لكنها تؤثر في حياة الكثيرين من الناس إيجاباً في موسمها؛ وتستمر مؤثرة وحافزة للكثيرين بعد الموسم؛ لما يتلوها من إيجابيات لها ماس بحياة وحركة الكثيرين من المرتادين لتلك المسابقة؛ وتلك هي مسابقة جمال الإبل؛ أو (مزاين الإبل) الذي يكون انعقادها سنوياً في أم رقيبة؛ وعلى جائزة المغفور له الملك عبد العزيز - رحمه الله -. وأم رقيبة أرض ذات طبيعة ساحرة خاصة وقت الربيع؛ وهي تقع على طريق المجمعة - حفر الباطن؛ وتتحوّل أرض أم رقيبة إلى مدينة متحركة فوق رمال ذهبية؛ وعندما ينتهي السباق تخلو من سكانها عدا محطة البنزين التي تقف كشاهد على حركة وجمال تلك الأرض؛ وتنتظر السنة القادمة متى تجيء. الخيام البيض تنتشر فوق أرض أم رقيبة؛ بعضها لملاك الإبل؛ وبعضها لمن جاء ليستمتع بالمسابقة؛ والبعض لمن جاء يبيع أو يشتري من هذه السوق الكبيرة المؤقتة سنوياً؛ وفي أم رقيبة توجد فنادق من الخيام البيض يتم تأجيرها بالليلة والأسبوع والعشر ليالٍ؛ وصاحب هذه الفكرة رجل ذكي جداً يبحث عن الكسب بطريقة أذكى من الذكاء ذاته؛ فهو قد أعد كثيراً من الخيام المجهزة بما يحتاجه الساكن فيها من ماء وغاز وحطب وغير ذلك؛ ما عليك إلا أن تأتي وتشعل نار الحطب لتشعر بالدفء تحت خيمة جميلة الأشكال الزخرفية من الداخل وهواء الصحراء ينعشك حينها!! أما الذين يبيعون الأغنام المعدة للذبح أو الحطب أو الفرش أو العباءات الدافئة فهم كثر أيضاً؛ مما يدل على الحياة المتحركة على تلك الأرض؛ وفعلا تكون أم رقيبة محط أنظار الكثيرين من أهل هذه البلاد ودول الخليج العربي؛ خاصة الذين يهتمون بالإبل ويعرفون كيفية التعامل معها ولديهم خبرة في أنواعها وأشكالها؛ بل هي فرصة ثمينة لمن أراد شراء أو بيع قطيع من الإبل؛ أو أراد عرض فحل أو ناقة نادرة الشكل الجمالي في ذلك الموقع؛ وهذا يثري حركة البيع والشراء، أي أنه موسم مهم لهم؛ ولا يمكن لمن لديه الإبل أن يفوته هذا الموسم؛ فكم من الرجال صادفه الحظ بيعاً أو شراءً فأثرى في لحظة من انبلاج الحظ وتفتحه له؛ وكم من صفقة خيالية القيمة قد عقدت على أرض أم رقيبة؛ بل لقد سمعت أن جملاً قد بيع في أم رقيبة بأكثر من خمسة ملايين ريال نقداً وعداً. أما الجوائز التي يقدمها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز جزاه الله خيراً فهي أيضاً عامل مهم ومشجع لهؤلاء الملاك الذين لو لا رعاية سموه واهتمامه بسفينة الصحراء ما جاءوا من أماكن بعيدة ليشهدوا ذلك الاحتفال الرائع الذي يعيد لهم سوق عكاظ أو مجنة أو غيره من أسواق العرب القديمة. وفي أم رقيبة يحتدم الشعر النبطي ويبلغ أشده في ليالي السمر؛ بل إن الشاعر النبطي يكون مطلوباً خلال انعقاد السوق؛ فتجد الألحان الجميلة تنبعث من أمام تلك الكثبان الرملية ويسمق دخان البخور مع رائحة الهيل وجاذبية الليل في تلك الأرض؛ ولا غرابة فإن بعض الشعراء تأتيه عروض متعددة من أثرياء الإبل لكي يحيي أمسية أو قلطة عند مخيّم أحدهم؛ وكذا ينتشر مراسلو الصحف السعودية والخليجية وغيرها في هذا المهرجان الجميل. أم رقيبة تعيد لنا أسواق العرب القدماء مثل سوق عكاظ وغيره، وهي مشاركة أجمل من وقتها وأرق من عبير الأرض ذاتها، لكن لو تم ترتيب الأرض من حيث توزيع الخيام بشكل منسق ومرتب، ولو أن هناك من قام ببناء فندق على الطريق المتجه من المجمعة لحفر الباطن قرب أم قريبة لكان هذا من المشجعات على الحضور المكثف لتلك المناسبة؛ هي فكرة أهديها لرجال الأعمال الذين يساهمون في بناء وطنهم ؛؛؛؛ والله الموفق.
ص.ب 102211 الرياض 11675 فاكس 2372911
|