Thursday 1st December,200512117العددالخميس 29 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

قضية رياضية.. في قالب سياسي!!قضية رياضية.. في قالب سياسي!!
رضا محمد العراقي*

التراشق الحاصل الآن بين جماهير فريق لاتسيو والإعلام الصهيوني يضعنا في حالة حرجة جداً للصمت الرهيب من إعلامنا العربي والإسلامي للدخول في مساندة جماهير لاتسيو التي تناصر قضيتنا الفلسطينية والوقوف في وجه الأطماع الصهيونية، والأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
فقد عُرف عن جمهور فريق لاتسيو أنه من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية، ويرفعون داخل مدرجاتهم في الملاعب الإيطالية، لافتات وشعارات تطالب بوقف المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقد يتساءل الكثيرون.. وما هي علاقة جمهور لاتسيو بالقضية الفلسطينية ومأساة شعبها؟ وما علاقة الكرة بالسياسة؟! والإجابة في غاية البساطة، ذلك أن جمهور فريق لاتسيو الإيطالي غالبيته من الطبقة الفقيرة، أو ما يُقال عنهم هناك (الكادحون) في العاصمة الإيطالية روما، وأنهم ينحدرون من أصول الشعب الإيطالي بطبيعة الحال، الذين عانوا أشد المعاناة من أساليب اليهود القذرة بأراضيهم، ولأنهم كذلك يعلمون تمام العلم أن اليهود يريدون السيطرة على العالم واقتصاده، لذلك أرادوا أن يكيلوا بنفس الكيل، فبادروا بكشف أساليبهم وألاعبيهم وفضح ممارساتهم، إلى جانب الوقوف مع الشعب المضطهد ومساندتهم ضد أعمالهم الإرهابية.. وتمَّ التعاون مع الجاليتين العربية والإسلامية في مدينة روما لمناصرة القضية الفلسطينية في كل مكان ورفعت لافتات تندد بالممارسات الإسرائيلية داخل المدرجات وخارجها.. وتنسق رابطة جمهور لاتسيو مع (البيانكوسيلتي) وهي من أقوى مجموعات التشجيع وأكثرها حماسة في أوروبا.
ويحاول الإعلام الصهيوني في أوروبا تصوير هذه الرابطة وذلك الجمهور على أنهم مجموعة من الفاشية والنازية، واعتبارهم رافداً من روافد الحركات السياسية القديمة التي كانت تعادي اليهود.
الحرب بين الإعلام الصهيوني في أوروبا وجماهير فريق لاتسيو على أشدها، بل أضحت حرباً ضروساً بين الطرفين، ويحاول الإعلام الصهيوني جاهداً أن ينال من تلك التيارات فيعمل على تضييق الخناق عليها بغلق أبواب التمويل إليها، ومحاولة تشويه صورتها على أنها حركات نازية وفاشية لتخويف الشعوب الأوروبية والنفور منها.
لكن جماهير لاتسيو - والحق يُقال - ما زالت على موقفها وعازمة على المُضي فيه حتى تحقيق النصر للشعب الفلسطيني على الرغم من قوة الإعلام الصهيوني في أوروبا ونفوذه الطاغي فيها، الذي استطاع أن يُقدِّم العديد من المفكرين الغربيين للمحاكمة وإدانتهم لمجرد أنهم ناقشوا (الهولوكست) والمبالغات الكبيرة في حجم الأرقام والضحايا من اليهود.
من بين رذاذ المعركة الحامية الوطيس بينهما، وأتون الكلمات المتراشقة نتساءل أين نحن العرب والمسلمين من هذه المعركة، وهل نستطيع أن نشد من أزر جماهير لاتسيو للمضي قُدماً في طريق كشف الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني بين جماهير أوروبا.. أم نتركهم نهبا للآلة الإعلامية الصهيونية الجبارة في التنكيل بهم ولصق التهم العنصرية بهم وسدّ كل قنوات الدعم لهم حتى تتخلى هذه الجماهير عن موقفها الإنساني والبطولي؟.
آمل ألا نخسر معركة أخرى مع جماهير عريضة في روما تساندنا في قضيتنا المحورية وتفضح أساليب اليهود الإرهابية.. وتنضم إلى الكم الهائل من القضايا التي خسرناها في عمر الصراع العربي - الإسرائيلي بتخاذلنا وعدم الإسراع في نهضة كل القوى التي كانت تساندنا في هذا الصراع..!
* القضية رياضية، تخص جماهير نادٍ إيطالي عريق، لكنها في النهاية عربية إسلامية تخص أهم قضية لنا في هذا الكون.. وهي القضية الفلسطينية.

* صحفي مصري

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved