فرصة للتسامح

يعتبر العيد فرصة سانحة لنشر المحبة والسلام، ونبذ الفرقة والاختلاف، ولاسيما وأنه يأتي بعد شهر كامل يتجدد فيه الإيمان، وتسمو به الروح، وذلك بالطاعة بالصيام نهارا، والقيام ليلا.
وما فتئ ولاة الأمر في مملكة الإنسانية يمدون أيديهم لكل من أراد أن يتدارك نفسه، ويرجع عن طريق الإرهاب المظلم. وقد أتى هذا العيد بعد أيام من عفو القيادة الحكيمة عمن أظهر الندم ورجع إلى جادة الصواب ممن غرر بهم، وأغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما، وذلك بعد أن أنشئت لجان شرعية مكونة من نخبة من العلماء المتبصرين بالدين، والمتخصصين في علومه المختلفة، وذلك لمناصحة المغرر بهم، وتبيين الطريق الصحيح لهم، تحت إشراف مباشر من وزارة الداخلية، وعلى رأسها الأمير نايف حفظه الله.. وهذا يعني أن الباب ظل وما يزال مفتوحاً لكل من أراد أن يبتعد عن الباطل ويرجع إلى الحق، ويبقى مع جماعة المسلمين.
ولقد أكد هذا التوجه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في كلمتيهما بمناسبة عيد الفطر المبارك، ومما قالاه عمن ضل الطريق :(والله نسأل لهم الهداية والتوبة وأن يزيل الغشاوة عن أعينهم وقلوبهم ونفوسهم، وأن يدركوا أن هذه الدولة تحكم بشرع الله).
كما أن العيد فرصة لتذكر أولئك الذين أفنوا حياتهم في سبيل دينهم وأمتهم، ممن وقفوا صامدين أمام أولئك الذين عموا عن الحق وأرجفوا في الأرض، واجترؤوا على ارتكاب ما من شأنه أن يفرق جموع المسلمين، ويشتت كلمتهم في وقت هم فيه في أشد الحاجة إلى لمّ الصف وتوحيد الموقف في عالم يعج بالمصالح المتضاربة والصراعات الدولية الدائمة، والتي يتحول بعضها إلى صراع مسلح مع الأسف الشديد.
وفي العيد حيث تمسح فيه دموع الحزن، حرص ولاة الأمر على مسح دموع أسر الشهداء الذي أدوا واجباتهم على أتم وجه، من خلال مدهم بالمعونات المالية والعينية، ومواساتهم بطرق شتى.
وقد ترحمت القيادة في كلمتها في هذه المناسبة على الشهداء الأبرار، وقد جاء في الكلمة: (عيد الفطر المبارك فرصة.. لأن نترحم على شهداء الواجب الذي استشهدوا في سبيل دينهم ثم وطنهم وشعبهم).
هذا ويتمنى كل مسلم مخلص أن ينعم المسلمون في كافة أرجاء المعمورة بعيد هانئ وآمن، بعيدا عن الفتن الظاهرة والمخفية، وأن يعيشوا في سلام.