Friday 4th November,200512090العددالجمعة 2 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عيد الرياض"

صباح العيدصباح العيد
سليم صالح الحريّص

* صباح العيد.. صباح الفرح والضياء والإشراق.. كل عيد وأنتم بخير.. وكل عام والوطن في شموخه وعزته وأنفته.. عيد سعيد.. أسأل الله أن يجعل كل أيامنا أعياداً..
* قد يكون العيد.. فاصلة زمانية.. قد يكون نقطة على بياض الورق.. وقد يكون سطرا ضمن سطور حُبرت.. فلنبدأ من أول السطر..
* يسكننا الفرح بالعيد.. نسكن ليلة العيد اطمئنانا.. ويسكن العيد اشراقة بأفراح ننتظرها.. ننتظر مقدمها مع العيد.. يشعلنا هذا الليل ويشتعل فينا هذا القادم.. العيد.. ويُشعل فينا شوق له.. فرح به.. وتبعدنا أوجاعنا عن مراسيه.. نريد أن نغتسل.. أن نغسل قلوبنا..
* ليلة العيد.. تضيء لي أوجاعي زواياها.. تأذن لي أن أبكي.. تستحم أوجاني بأدمعي.. طال ليل العيد.. حتى غدا الفرح بمقدمه.. دمعة.. والعيد حين يأتي يحمل لنا مركبا لأحزاننا مجتمعة.. في رحلة البحث عن فرحة العيد.
* في العيد فقدُنا.. وفي العيد التقاؤنا وفي العيد تكون الصور..
* كان صبح العيد في طفولتنا عنوانا دائما للفرح.. ثوب و(زنوبة) وضحكة وقطعة حلوى (ضلوع الفاطر) و(حامض حلو) والكعيكبان.. وطرطعان أو (ثويرة) وجذع نخلة منخورة.. اجتثوها من وسط (الحوطة) لنشعل الليل فرحا بمقدم العيد.. نضع ملابس العيد تلك وما أكثرها.. آنذاك.. تحت رؤوسنا.. كي لا يضيع الوقت في البحث عنها.. ولكي لا تضيع دقيقة من متعة يوم العيد.. فرحتنا بالعيد.. أن نتبع آباءنا وأمهاتنا صوب ذاك الفضاء.. مصلى العيد.. حيث يلتئم الجميع.. نسمع الخطبة.. ونشهد الصلاة.. ونشهد تلك الألفة بصورها النقية.. عناق بصدق ومعايدة بقلوب لا تحمل إلا محبة تتجلى هذا الصباح.. نتسابق صوبهم كي نحظى بشرف المعايدة.. كي نحظى بقطعة الكعيكبان الشهية.. يا طمعها اللذيذ.. آه.. ما أقسى التمدن المصطنع وما أقسى التحضر المُظهري.. القشري.. كان ذاك العيد.. عنوان إشراقنا.. مرسى أفراحنا.. ملتقى قلوب جبلت على المحبة.. من نحب راسخون هنا.. تراهم الأعين ولا تصافحهم الأيدي.. تركوا العيد.. وتركونا على قارعة طريقه..
* ان نحتفي بالعيد اليوم فلأنه عيد المسلمين.. نفرح به بعد صوم رمضان المبارك. حين يمضي بنا ليل العيد.. تسهر بنا الذكريات.. تفتش.. تقرأ السحنات وتتفحص الوجوه.. علّها تلمح في أهدابنا دمعة عالقة.. في ابتساماتنا عن ضحكة من زمان الصدق والعفوية.. وفي عيوننا يتمدد الشقاء وفي نظراتنا يسكن الحنين إلى أمس.. إلى أعياد الأمس.. إلى ذلك العيد الذي كنا نقابله مع تباشير الفجر.. تعانق فينا نسائم الصباح فرحا نائما معنا.. أسكن بهجة لم نعد نجدها في أعياد اليوم.. ولم نعد نستطعم أو نتذوق..
عيدا يكثر فيه النوم.. والرسميات والشكليات.. والملابس وتكثر فيه الحلويات بشتى أنواعها من (باتشي) وزلاطيمو وجبري مع حموضة طافحة وارتفاع في السكري.. لكنه فاقد لكل معاني البشر والابتهاج التي وجدناها في أزمنة خلت.. لم نعد نجدها اليوم.. ولن نجدها في المستقبل.. مضى العيد ومضينا نحن وتغير الكثير والكل ذهب في اتجاه آخر..
يوم يأتي كسائر الأيام.. نكسر الطابع بالتهنئة وتقديم قطعة من حلويات (باتشي) ونعتني بنشأ الأشمغة وإعداد مرازيمها ونثر الروائح العطرية.. فرق بين عيد الكعيكبان والباتشي كما الفرق بين ناس الأمس وناس اليوم.. عموماً.. كل عام وأنتم والوطن وقادته بألف خير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved