Friday 4th November,200512090العددالجمعة 2 ,شوال 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

في موسم العيد لا يزال الازدحام مستمراً والإنفاق مرتفعاًفي موسم العيد لا يزال الازدحام مستمراً والإنفاق مرتفعاً
المبيعات اليومية لمحل الذهب 40 ألف ريال والحلوى 25 ألف ريال

* استطلاع - منيرة المشخص:
العيد في المملكة قد يختلف الاحتفال به عن بقية الدول الإسلامية نظراً لوجود الحرمين الشريفين فهو يشهد تدفق الكثير من الزائرين من خارج المملكة مما يؤدي إلى ازدحام شوارعها بالمتسوِّقين من مختلف الجنسيات، وترتفع وتيرة التَّسوق في أواخر الشهر الكريم، فهذا من يشتري لأن الأهل سوف يجتمعون عنده في فترة العيد، والآخر لديه أكثر من مناسبة مثل العيد والزواج والسفر أيضاً.
وكانت جريدة (الجزيرة) متواجدة في العديد من أسواق الرياض والتقت بعدد من المتسوِّقين للتعرُّف على أهم الأشياء التي اشتروها وكذلك مقدار الميزانية التي خصصوها لذلك.
تفاوت الأرباح بتفاوت المكان
بداية التقينا ب (أحمد شملان) ويعمل بائعاً في أحد محلات المجوهرات وهو من الجنسية اليمنية ومقيم منذ سنوات عديدة في السعودية.. تحدث إلينا بصعوبة نظراً لانهماكه مع الزبائن حيث قال: أنا أعمل منذ حوالي 18 عاماً في المملكة في مجال بيع الذهب هنا في مدينة الرياض في أغلب أسواقها مثل الكباري والثميري ودائماً نجد هذا الازدحام في مثل هذا الوقت من كل عام.
وحول قيمة المبيعات لديهم قال: أغلب الأوقات تصل من 30 إلى 40 ألف ريال يومياً وبالطبع تختلف الأرباح وكمية المشتريات من مكان إلى آخر.
وعن نوعية الزبائن والذهب يقول شملان: أغلب الزبائن لدي هن من السيدات وأغلب المشتريات يركِّزن على الأطقم المتوسطة الحجم والصغيرة ك (الألمسات) مثلاً عيار 18.
والتقينا بعد ذلك بالسيد عبد العزيز العقيل الذي قدم لشراء الذهب فسألته عن نوعية الهدية ولمن؟ فأخبرني أنه يود شراء طقم ذهب لابنته بمناسبة العيد فهي التي حددتها، وحول ما إذا لاحظ أي اختلاف في أسعار أغراض العيد؟ قال: لم ألحظ أبداً أي اختلاف وإن وجد فهو طفيف جداً.
وفي محل مجوهرات آخر التقينا بالأستاذ تركي الكريديس صاحب أحد محلات المجوهرات المعروفة في مدينة الرياض وسألناه عن مدى تقبُّل الناس لارتفاع الذهب فقال: للأسف الشديد فإن الكثيرين يعتقدون أننا نحن من نرفع أو نخفِّض قيمة الذهب وهذا غير صحيح فالأمر خاضع لحالة السوق العالمي فإذا ارتفع فإنه يشمل الارتفاع جميع محلات المجوهرات في العالم والعكس صحيح فنحن نتأثر من ذلك مثل المشترين وحول اختلاف الأذواق بين الزبائن قال: الأمر يختلف بحسب الطبقات والأعمار والميول فهناك من تختار الأشكال الناعمة وأخرى القطع الكبيرة الحجم من الذهب وقد تأتي سيدة مع زوجها وتختار هي وهو يدفع فقط وآخر يشارك زوجته في الاختيار وهناك من يطلب تصميم شكل معين ونلبي له طلبه وبالطبع الجميع يطلب أن نخفض له في السعر فنبحث عن الذي يرضيه لكن دون ضرر ولا ضرار.
وصادف وجود سيدة في حوالي الخمسين من عمرها تريد شراء ذهب لها وكان بصحبتها ابنها وكانت تحاول أن تقنع البائع بتخفيض سعر طقم تريد شراءه فهي زبونة دائمة لديه فسألتها عن مشترياتها في العيد فقالت: هناك ارتفاع غير طبيعي في الأسعار واستغلال من أصحاب المحلات نظراً لحاجة الناس لشراء لوازم العيد وكذلك لضيق الوقت فمثلاً أنا موظفة ولم أستطع أن أشتري أغراض العيد إلا عند بداية الإجازة فقد حاولت أن أشتري في شهر شعبان لكن الأسواق لم تعرض الملابس الممتازة إلا في رمضان وفي المنتصف على وجه التحديد ومارست علينا رفع الأسعار وبالطبع نلجأ للشراء لأننا نقوم بتبادل الزيارات كثيراً فيما بيننا كعائلة كثيرة العدد.
وسألتها عن نوعية الحلي التي اشترتها فقالت: قدمت لشراء طقم من الذهب شاهدته وأعجبني فأنا بطبعي أحب ارتداء الذهب كثيراً وكما ترين أحاول إقناع صاحب المحل بتخفيض سعره.
الإيطالي والياباني
والمصري يكسب
اتجهت بعد أن تركت السيدة وقد استطاعت إقناعه بتخفيض السعر واتجهت إلى من يضيف إلى بهجة العيد طعم الحلاوة وأعني محلات بيع حلوى العيد فوجدت العاملين فيها وهم من الجنسية السودانية منهمكين في بيع حلوى العيد لعدد من المشترين فسألت أحد الباعة عن أبرز الحلوى التي يقومون ببيعها وقيمتها فقال (عبد الهادي): يحرص الناس على شراء الحلويات الإيطالية يليها في المرتبة الثانية شكولاتة الجالكسي سواء معبأة في أكياس أو علب ونحن نبيع الإيطالي بكميات كبيرة تصل في اليوم الواحد إلى حوالي أكثر من 25 ألف ريال وبخاصة في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، لكن في الأيام العادية تصل قيمة المشتريات من 8 إلى 18 ألف ريال، وبالنسبة للمكسرات فالإقبال يكون على النوع الياباني وأقصد به الفستق واللوز أما الفصفص فالمصري يأتي في المقام الأول، كذلك يشتري الناس الهدايا المغلَّفة وهذه تكون طلبية قبل العيد بأيام، وأغلب الحلويات التي ترينها لا نعرضها إلا في المناسبات لكي نتميز عن بقية الأيام ومحلات بيع الحلويات الأخرى.
وتحدثنا بعد ذلك مع مدير في محل لبيع حلوى العيد يُدعى (الطيب) من الجنسية السودانية فأخبرني أن أغلبية الزبائن هم من النساء أو الشباب المتوسط العمر وتكون طلباتهم متركِّزة على حلوى الملبس وتكون لهم أحياناً طلبيات معينة وتختلف أسعارنا بحسب نوع وحجم الطلبية ووزنها وكذلك الجميع هنا يثقون بنا لأن أسعارنا لا تتغير بتغير المواسم أو المناسبات.
الناس يشترون
بناءً على إعلان تجاري
وفي داخل محل لبيع الساعات والعطور لاحظت أن البائع وهو هندي الجنسية يتكلم مع معظم زبائنه بطريقة استشففت من خلالها أنهم يأتون إليه باستمرار فهو يعرف أغلبهم بالاسم.. فسألته وهو بالمناسبة يُدعى (محمد حفيظ الدين) عن كمية المبيعات لديهم في مثل هذه الفترة من العيد فقال: الناس يشترون في فترة الأعياد بنسبة 55% ساعات و45% عطور والبعض يشتري بناءً على إعلان تجاري لعطر أو ساعة شاهدوها.
وعن حجم الساعة أو العطر يقول حفيظ الدين: بالنسبة للساعات فالسيدات يشترين ذوات الحجم المتوسط والمزيَّنة بالفصوص والفتيات ذات الحجم الكبير المزيَّنة أيضاً بالفصوص، أما صغيرات السن من الفتيات فساعاتهن تكون ملونة على حسب لون اللباس وأما العطور فالأغلبية يشترون العطر الذي رائحته هادئة والتي تظل لفترة طويلة، وبالنسبة للأسعار فكما ترين فإن السوق ومقارنة بالأسواق الأخرى الضخمة فهو مستواه أقل بقليل عنهم لذا فأسعارنا متوسطة تتراوح بين المائتين والخمسمائة ريال أو أقل من ذلك فهي في متناول الجميع.
والتقيت بالأستاذ سعد آل سعيد وكان لحظتها يسأل عن عطر معين فسألته عن نوعية الهدية التي يشتريها في العيد فقال: أحرص على شراء العطور النسائية والرجالية لي ولزوجتي فنحن عادة نتبادل الهدايا في أغلب المناسبات فمثلاً أحرص على شراء دهن العود المخلط أو العطور ذات الماركات المعروفة وأنا أتعامل باستمرار مع هذا المحل لأنه يعرف ذوقي مباشرة، وبالنسبة للأسعار فلم ألاحظ أي تغيير يُذكر.
إلا أن السيدة (أم الجوهرة) التي قدمت برفقة شقيقتها (أم محمد) لشراء ساعة هدية لعروس أخيها الذي سيتزوج بعد يومين فتقول: صراحة الأسعار في ارتفاع مستمر وغير طبيعي، فهي في شعبان رخيصة وفجأة أخذت في التزايد الغريب في بداية رمضان وظلت ترتفع في منتصفه وبلغت ذروتها في أواخر الشهر!! وبخاصة الملابس الجاهزة فمثلاً وجدت طقم ملابس قبل رمضان قيمته 150 ريالاً ووجدت قيمته هذه الأيام أكثر من 300 ريال، وأضافت شقيقتها (أم محمد) قائلة: الجلابيات التي اشتريتها بمائة ريال وجدت سعرها في رمضان وصل إلى 400 و500 ريال، لذا قررنا أن نركز فقط على شراء أغراض زواج أخي، فأبناؤنا كنا قد اشترينا لهم في شعبان ملابس لأي زيارة في رمضان لكنهم لم يرتدوها فقررنا أن يلبسوها في العيد فهي جديدة، لكننا نتساءل لماذا يرتفع الذهب في رمضان في كل عام؟
غادرت السوق ولا يزال يكتظ بالمتسوِّقين ففي الصباح نجد أسواق الرياض هادئة جداً وفي الليل تكاد لا تجد لك موطئ قدم، وبالرغم من أن الأسواق تقفل في وقت متأخر إلا أن المحلات تفتح في اليوم الثاني وبنفس النشاط والحيوية فهو موسمهم ويعوِّضون فترات الركود التي قد تنتابهم في أوقات لا يوجد فيها أي مناسبة سعيدة.
كل عام والجميع بخير.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved