* موسكو- سعيد طانيوس: أعلن مسؤول أذربيجاني أن بلاده لا تخطط لنشر القواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، وأن مهمة محطات الرادار الأمريكية التي ستنشر هناك ستكون محصورة بتنفيذ مشاريع نفطية مشتركة في بحر قزوين، وكشف عن اعتقال عدد كبير من المسؤولين في البلاد كانوا يحضرون ل(ثورة مخملية) قال إنها لن تحصل في أزربيجان. وقال سفير أذربيجان في روسيا رامز رضايف في حديث صحافي: إن الرئيس الأذربيجاني أعلن مراراً أنه لا وجود لقواعد عسكرية أجنبية على أراضي الجمهورية ولن تكون فيها قوات لدول أخرى. أما فيما يتعلق بمخططات نصب محطات الرادار الأمريكية على أراضي أذربيجان فإن هذا مرتبط بضرورة حماية حدود الدولة ومنشآتها الارتكازية والبنى التحتية في مجال الوقود والطاقة. وأضاف السفير قوله إن من المعروف أن أذربيجان تستثمر في قزوين مع الشركات الغربية في إطار (مشروع القرن) حقولاً نفطية بقيمة 4 مليارات دولار. وهذا مشروع واسع النطاق ترتبط فيه مصالح بلدان العالم الرئيسية. وقد دشن في هذا العام أنبوب باكو - تبليسي - جيهان ومن المقرر أن يكتمل في العام المقبل مد أنبوب الغاز بين باكو وتبليسي وأرض روم. ومن الطبيعي أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول المشاركة في هذين المشروعين مهتمة بتوفير الظروف المستقرة لتحقيقهما. لهذا تعتبر مساعدتها لأذربيجان خطوة منطقية ومفهومة تماماً. وستصبح محطات الرادار بالمناسبة ملكاً لأذربيجان. وقال السفير إن مما يثير الارتياح أن جارتي أذربيجان وهما روسيا وإيران تفهمتا هذه المسألة. من جهة ثانية، أعلن سفير أذربيجان في روسيا أن اعتقال كبار الموظفين الأذربيجانيين مؤخراً جاء رداً على الخطر الذي كانوا يشكلونه على الدولة. وقال إن (الثورة المخملية) لا تهدد بلاده، وكشف أنه تم اعتقال وزراء التنمية الاقتصادية والصحة والمالية السابقون ومدير شؤون ديوان الرئاسة ورئيس الشركة الكيميائية الأذربيجانية الحكومية بتهمة المشاركة في مؤامرة تستهدف تغيير السلطة في أذربيجان قسريا. وقال السفير أن ما اتخذ عملياً هو خطوات استباقية وقائية تستهدف منع الأعمال المنافية للدستور وزعزعة الوضع السياسي الداخلي. ويعتقد السفير بأن الرئيس توفرت لديه كل المسوغات باعتباره ضامناً للدستور للتدخل في الوضع بغية ضمان الانتخابات البرلمانية الديمقراطية في أذربيجان. وأضاف: إن أذربيجان اليوم بحاجة منقطعة النظير إلى الإجراء الناجح للانتخابات التي من شأنها أداء دور هام في التطور الديمقراطي للجمهورية وتعزيز مكانتها الدولية. وقال السفير في معرض إجابته عن سؤال حول احتمال قيام (ثورة مخملية) في بلاده إن الأحداث الشبيهة بالانتخابات في أوكرانيا مستبعدة في أذربيجان, مشيراً إلى أن جميع استطلاعات الرأي العام تبين أن شعبية الرئيس علييف عالية إلى أقصى حد وأن فرص الحزب الحاكم للفوز مرتبطة ارتباطاً مباشراً باسم الرئيس ونشاطه. ومع أن هذا الدبلوماسي أعلن أن مواطني بلاده لا يدعمون المعارضة عملياً, إلا أنه اعترف في الوقت نفسه بأن تاريخ أذربيجان الحديث شهد مراحل حشدت فيها المعارضة في الشارع ما يصل الى مليون شخص كما في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات حين تقرر مصير الجمهورية. أما المعارضة الحالية التي تنتقد السلطة فتحشد بجهد جهيد ما يصل إلى خمسة أو عشرة آلاف شخص. ورأى أن الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من هذا الشهر في أذربيجان تشكل امتحاناً كبيراً للديمقراطية, لأنها أول انتخابات برلمانية منذ أن تولى الهام علييف رئاسة أذربيجان. وقال إن المجتمع الدولي يبدي اهتماماً فائقاً بهذه الانتخابات, وإن حوالي 1500 مراقب دولي وصلوا لمتابعتها من أكثر من عشرين بلداً ومنظمة وطنية.
|