موسكو: الصيغة النهائية للقرار 1636 نجاح للدبلوماسية الروسية وقد عارضنا معاقبة سورية ورفضنا اتهامها بالإرهاب

* موسكو - سعيد طانيوس:
رأت موسكو في القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، ودعا فيه سورية إلى تعاون غير مشروط مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مقدمة مهمة لتخفيف حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، واعتبرت أن الصيغة النهائية التي صدر فيها هذا القرار تشكل نجاحا للدبلوماسية الروسية.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية في ختام مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع مجلس الأمن الدولي أن (موسكو ترى في أن التعاون المسؤول لدمشق مع لجنة التحقيق سيساعد على إيجاد ردود على المسائل المتبقية في قضية اغتيال رفيق الحريري، وإثبات الحقيقة، وانتصار العدل).
وأضاف، (وإذا كان مجلس الأمن الدولي دعا بقوة إلى قيام الجانب السوري بإجراء حوار شامل وفعال مع المحققين الدوليين، فإن روسيا قد دعت إلى ذلك باستمرار).
وأشار البيان إلى القرار 1636 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع يحدد أبعاد تعاون دمشق مع لجنة ميليس، ولفت إلى أن (صيغة هذا القرار تختلف بشكل جذري عن مسودته الأولى التي قدمت إلى المجلس للمناقشة).
وجاء في البيان أيضا، لقد أمكن بفضل جهود الجانب الروسي ووفود أخرى إزالة النقاط ذات الطابع المسيس والتي لا تمت بأية صلة للتحقيق في اغتيال الحريري.
وقد أتاحت تلك الجهود مطابقة الإجراءات المحتملة للتأثير على المشتبه بهم مع مبدأ (المتهم بريء حتى تثبت إدانته، كما مع صلاحيات مجلس الأمن الدولي).
وأكدت الخارجية الروسية أن فكرة منح لجنة التحقيق الدولية حق فرض عقوبات على الأشخاص المشتبه في اشتراكهم في هذه الجريمة (لم تمر) لتبقى مثل هذه المسائل ضمن صلاحيات مجلس الأمن الدولي. كما أزيل التهديد المتعلق بفرض نظام عقوبات آلي على سورية كدولة، وصدت محاولات اتهام دمشق بالمشاركة في النشاط الإرهابي بدون أي دليل. وترى وزارة الخارجية الروسية من المهم بمكان أن القرار تضمن تأكيدا على ضرورة استخدام السبل السلمية للتسوية.
ومن جهة أخرى، اعتبر رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) بوريس غريزلوف، أن النسخة الأخيرة لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سورية نجاح للدبلوماسية الروسية. وقال إن هذا القرار لا يتضمن فرض عقوبات دبلوماسية أو اقتصادية فورية على سورية في حال رفضها التعاون مع اللجنة.وأكد غريزلوف على أن الوفد الروسي تمكن في ختام جلسة طويلة لمجلس الأمن الدولي من إقناع وفود الدول الأخرى بتأييد الصيغ التي تراها روسيا مناسبة.
وشدد رئيس مجلس الدوما الروسي على أن هذا القرار يتيح تنفيذ المطالب الضرورية للمجتمع الدولي تجاه سورية بدون فرض عقوبات فورية عليها.