واقع شبابنا اليوم يدعو للتفكر والتأمل، فكثير هي الاتهامات التي توجه إليه في الوقت الذي نؤمل فيه الكثير وتبذل الجهود المتواصلة لإعداده للمستقبل وتهيئته لحياة أفضل.
أقول إن ذلك السيل من الاتهامات نسمعه بين الحين والآخر، موجهاً نحو شباب عالمنا العربي بصفة عامة وأبناء الخليج العربي منه بصفة خاصة.
وإذا انتزعنا من بين تلك الاتهامات بعض الألفاظ لنضعها أمامنا للتأمل نجد أنها تتراوح بين كلمات (مُدلل، متواكل، غير مكترث، غير مسؤول) وغيرها من الكلمات التي تلقي بسحابة سوداء على مستقبل أمةٍ هذا هو شأن شبابها.
وإذا كان واقع الشباب العربي من خلال هذه الكلمات التي تزدحم بها الدراسات لا يبشر بخير زاهر وقريب لهذه الأمة فهل نكتفي فقط بكيل الاتهامات وترديدها لدرجة اليأس أم نكتفي بمشاهدة شبابنا وهم يعيشون لا همّ لهم سوى اقتناء السيارات الفارهة والحرص على الرحلات خارج الوطن وما تجره عليهم وعلينا من مشكلات؟
هل نكتفي بمجرد المشاهدة والملاحظة والاستنتاج أم أن الموقف يحتاج منّا للعمل وبذل الفكر والجهد لحماية الشباب وتحسين صورتهم وأفعالهم؟
إن الأمر يتعدى كل ذلك إلى مستوى الأمانة ومسؤوليات تحملها وأدائها فمستقبل الأمم في مستقبل أبنائها، وعلى قدر ما يكون شبابها من إعداد يمكن أن تقرأ صورة الأمم وتميزها.
وإذا كان واقع بعض شباب أمتنا لا يبشر بخير فإن الأمر يجب أن يتم تداركه قبل أن يستفحل الخطر ويستشري المرض وتنتقل عدوى التواكل والتكاسل وعدم الاكتراث واللامبالاة وغيرها لتسري بين الشباب.
والعلاج هنا لا يكون بالتمني أو بإلقاء اللوم على الأبناء وتوجيه التهم نحوهم، بل إن الموقف يحتاج إلى عمل دؤوب وجهد مخلص وخطط طموحة بناءة، من جميع الجهات التي تعمل من أجل الشباب بل وتعمل من أجل مستقبل الوطن، وأن يشعر الجميع أن النكوص والقعود عن أداء الواجب نحو الشباب هو خيانة لأمانة المسؤولية نحو الوطن.
| 
"مقـالات"