( الجزيرة ) تكشف قضية (دوبلير) بنما
صحافة البحرين تؤكد التزوير وجاسم يهدد بالفيفا

* الدمام - سامي اليوسف:
من المرجح أن يكون المنتخب البحريني لكرة القدم قد وقع ضحية عملية تحايل كبيرة من لدن اتحاد بنما لكرة القدم على خلفية المباراة الودية التي لعبها المنتخب البحريني الأسبوع الفائت في الاستاد الوطني أمام بنما وكسبها بعناصر بديلة بخمسة أهداف دون مقابل ضمن الإعداد الجاد لمواجهة منتخب ترينيداد وتوباغو في مباراتي الملحق الأخير للتأهل إلى مونديال ألمانيا 2006م.
فالاتحاد البحريني لكرة القدم ممثلا بنائبه الشيخ علي بن خليفة آل خليفة وقع مع رئيس الاتحاد البنمي أريل ألفارو بحضور ممثل الفيفا على اتفاقية لعب مباراة ودية دولية بين المنتخبين في البحرين تنص على مشاركة لاعبي بنما الدوليين الذين شاركوا في مباريات تصفيات كأس العالم عن قارة أمريكا الشمالية والكونكاكاف والبحر الكاريبي، وقد أرسل الاتحاد البنمي إلى نظيره البحريني قائمة بـ(16) لاعبا تضم (11) لاعبا شاركوا في تصفيات المونديال بالإضافة إلى خمسة لاعبين جدد.
إلا أن الإعلام الرياضي البحريني والمتابعين جيدا للمنتخب البنمي خصوصا الذي شارك في بطولة الكأس الذهبية لمنتخبات أمريكا الشمالية والوسطى ووصل إلى المباراة النهائية أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية تفاجؤوا باختلاف كبير بين الفريق الذي يعرفونه جيدا والفريق الآخر الذي حضر لملاقاة منتخب بلادهم لا سيما في الأسماء والأشكال، إلى حد وصف فيه الصحفي الرياضي بجريدة الأيام البحرينية المنتخب البنمي الذي شاهده في استاد البحرين الوطني بالمنتخب ال(دوبلير)، وهو وصف من صميم عالم الفن والسينما يطلق على الشخص البديل الذي يستخدمه المخرج في تصوير المشاهد الخطرة أو الصعبة لبطل الفيلم(!!).
وراحت الصحافة البحرينية تسخر من الموقف من منطلق (شر البلية ما يضحك) عندما طالبت القراء بالبحث عن الفروق ال(11) عندما نشرت صورتين إحداهما لمنتخب بنما الحقيقي المعروف والأخرى لل(دوبلير) الذي لعب معه المنتخب البحريني وهزمه بالخمسة بالبدلاء!.
تهديد بحريني
وفي ردة فعل سريعة هدد أمين السر العام في الاتحاد البحريني لكرة القدم أحمد جاسم برفع شكوى للاتحاد الدولي (الفيفا) في حال تأكده من حدوث عملية تزوير أو تلاعب من الجانب البنمي بما يشير إلى الإخلال بأحد بنود العقد وبالتالي يتوجب محاسبة الطرف البنمي. مؤكدا أن العقد الموقع بين الاتحادين البحريني والبنمي يوضح في المادة الرابعة شرط البحرين بأن يكون لاعبو بنما هم المشاركين في تصفيات المونديال.
وعلمت (الجزيرة) من مصادر إعلامية بحرينية أن قيمة المباراة الودية (المقلب) التي لعبها المنتخب البحريني وصلت إلى مبلغ 150 ألف دولار دفعت من الجانب البحريني على دفعتين بواقع 70 ألف دولار عند توقيع الاتفاقية، والباقي في يوم المباراة.
موقف الفيفا
من جانبه أكد أحمد القرون وكيل اللاعبين والمباريات الودية الدولية المعتمد من قبل الفيفا أن مسؤولي المنتخب البحريني سبق لهم ان طلبوا منه عبر اتصال هاتفي بحث إقامة معسكر إعدادي ومباريات ودية في فنزويلا تحسبا لملاقاة منتخب ترينيداد وتوباغو، وشرعتُ - الكلام للقرون - في اتصالاتي لكني فوجئت بأن مسؤولي البحرين قد هاتفوا شخصا آخر.. ولأن في الأمر مسؤولية فضلت عدم المضي قدما في اتصالاتي لعدم الوضوح منذ البداية.
واستبعد القرون أن يكون المنتخب البحريني قد تعرض لعملية نصب أو تزوير أو تحايل في موضوع مباراته الودية أمام منتخب بنما لعدة أسباب من أهمها: أولا: أن المباراة لم تلعب في أيام أو مواعيد الفيفا المعروفة ب(الفيفا ديت) وهي المواعيد التي وزعها الاتحاد الدولي لكرة القدم على مدار العام وفق جدول معين يصدره الفيفا مطلع كل عام للاعبي الاندية الأوروبية المحترفين لمشاركة منتخبات بلادهم في المباريات الودية التي لم يتبق منها سوى فترتين الأولى من 10 إلى 16 نوفمبر المقبل، والثانية في الأول من مارس المقبل، بدليل ان المنتخب البحريني نفسه لم يشرك كامل نجومه أو لاعبيه الدوليين المحترفين في الدوري القطري، فإذا لم يستطع المنتخب البحريني إشراك لاعبيه الدوليين فكيف يلوم إعلامه أو مسؤولوه المنتخب البنمي؟.
ثانيا: أن عقود إقامة المباريات الودية الدولية لا يعتد بها الفيفا أو ينظر إلى مشكلاتها إلا اذا كانت عن طريق وكيل مباريات معتمد من الاتحاد الدولي (فيفا ماتش آيجنت) حيث تلزم الشروط الجزائية للطرف الذي يخل بالعقود وحينها يحق للطرف المتضرر الشكوى للفيفا والمطالبة بحقوقه، وقد يصل الأمر إلى محكمة المنازعات الرياضية الدولية ومقرها في لوزان.
وذكر القرون ان الفيفا لن ينظر بجدية للشكوى البحرينية ضد الاتحاد البنمي في حال إقامة المباراة الودية عن طريق أحد المكاتب غير المعتمدة من الفيفا.
كما أشار الوكيل السعودي المعتمد من الفيفا إلى أن المبلغ (150) ألف دولار يعد قيمة مبالغا بها، وكان بإمكانه ترتيب مباراة بمقابل مالي أقل من هذا الرقم للمنتخب البحريني.
ضاعت فلوسك..!
وحتى يتحقق مسؤولو الاتحاد البحريني لكرة القدم من امر المنتخب البنمي الزائر أو يقرروا رفع شكوى للاتحاد الدولي، فإن الأكيد ان مبلغ الـ(150) ألف دولار قد ذهبت مع الريح في مواجهة منتخب حضر للبحرين دون لاعبيه الدوليين الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم. لكن الأهم أننا نتمنى ألا تلقي هذه المباراة الودية بظلالها السلبية على جدية استعدادات المنتخب البحريني لمباراتي ذهاب وإياب الملحق أمام نظيره منتخب ترينيداد وتوباغو كي يصبح المنتخب العربي الثالث الواصل إلى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا إلى جانب الأخضر السعودي والأحمر التونسي.