وقعت عيناي على مقال عجيب بعنوان (زمن العجائب) في جريدة الجزيرة الأثيرة يوم الجمعة 18-9-1426هـ بقلم الدكتور إبراهيم عبد الله المطلق.. واستأذن القارىء العزيز في إبداء وجهة نظري في هذا المقال راجياً أن يتسع صدره وصدر صاحب المقال له.. شاكراً هذا المنبر الإعلامي المتميز على فتح المجال للقراء لمناقشة الكُتَّاب والتّحاور معهم عبر صفحة (العزيزة) الغالية.. يقول الكاتب الفاضل في مقدمة مقاله: (إني أعيش في دوامة فكرية عجيبة جداً) رفقاً بنفسك وعقلك يا دكتور.. إن هذا يعود ويرجع إلى نفسك فراجعها وحاسبها وأحسن الظن بالله أولاً ثم بإخوانك المسلمين فالله يقول: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وبعد ذلك أظهر تعجبه من ثلاثة أمور سأناقشه في بعضها. الأول: قال (من التناقضات العجيبة أن يمنع شخص ما رسمياً من النشاط الخطابي أو الدعوي لخلل منهجي أو فكري ليستضاف وفي مظهر تحدٍ في قنوات رسمية ليقول ما يشاء ويقرر ما يشاء دون رقيب أو حسيب..). لا وجه للعجب يا دكتور فعندما يمنع شخص من الخطابة أو الدعوة لخلل منهجي أو فكري كما تدّعي إنما كان ذلك من جهته التابع لها وهي وزارة الشؤون الإسلامية وهي المسؤولة عنه في هذا الجانب.. أما أنه يُستضاف في قنوات رسمية فالمسؤول حينئذ وزارة الإعلام والثقافة بمعنى لو كان الإيقاف من قبل وزارة الداخلية فبإمكانك ومن حقك أن تتعجب. ثم قولك يا دكتور إبراهيم (يُستضاف في مظهر تحدٍ) التحدي لمن؟ لماذا هذا الاتهام؟ إنهم إخوانك.. إنهم مسلمون.. لماذا هذا التّجني؟ وقلت - رعاك الله وهداك - (يقرر ما يشاء دون رقيب أو حسيب) علماء ناصحون ودعاة مخلصون نحسبهم والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحداً ممن يراقبون الله في أفعالهم وأقوالهم وتشكك في نزاهتهم سامحك الله. ثم عبَّرت بقولك (أعجب العجائب أن يمضي شخص ما سنوات ليست بالقليلة في الإيقاف أيضاً لخلل منهجي وفكري ليخرج ويعود بقوة ليوجه الشباب ويؤصل لهم وينظِّر لهم وعبر أشهر وسائل الاعلام وأكثرها تأثيراً) ما الذي يزعجك يا فضيلة الدكتور؟ لماذا تثور حفيظتك.. أما تعلم أن هؤلاء الدعاة والخطباء بشر معرضون للخطأ والنسيان والعاقل من استفاد من خطئه لا من تمادى في غيه وعمى ضلاله.. وإن وسائل الإعلام عندما تستضيف أمثال هؤلاء الأفاضل لتعلم علم اليقين تأثيرهم الكبير وقبول الناس لهم وهذا ليس من قِبل أحد من البشر وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ولا أظنها تخفاك آية سورة مريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبة ومودة وقال جمع من المفسرين الود: محبة الناس في الدنيا والرزق الحسن واللسان الصادق. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في هذا المعنى (إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل قال ثم ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه قال فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) رواه مسلم فهنيئاً لمن ظفر بهذا الكنز العظيم وعزاء لمن خسره. أيها الكاتب المربي إني أخشى أن تقع في حكم هذه الآية (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) فاربأ بك أن تقع في هذه الصفة ثم لماذا - وفقك الله - الهجوم على هؤلاء الدعاة وأنت محسوب عليهم.. أما كان الأولى بك والأجدر أن تسخِّر قلمك في خدمة الدين والدفاع عن حياضه وإبطال دعاوى الأعداء الذين ما فتئوا يتربصون بنا الدوائر عليهم دائرة السوء.
عبد الله سعد الغانم - تمير ص.ب 42 |