Wednesday 2nd November,200512088العددالاربعاء 30 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "شهر الغفران"

سؤال وجواب ......سؤال وجواب ......
تشريع الزكاة
يجيب عنها فضيلة الشيخ د. صالح بن غانم السدلان
أستاذ الدراسات العُليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

* سؤال: تشريع الزكاة في الإسلام هو أول تشريع يكفل حق الانسان في مستوى حياة يليق به، مهما كانت قدرته ضعيفة أو معدومة فكيف عالجت الزكاة في مصارفها الشرعية أوجه الضعف التي تلحق بالإنسان في حياته؟
- جواب: لا يخفى على مسلم وبخاصة ذلك المسلم المتمرس في أحكام الشريعة وحكمها، ما للزكاة من دور عظيم في التنمية وفي القضاء على الكثير من مشكلات الأسر والأفراد والجماعات، بل يتجاوز ذلك إلى حل مشاكل الدول إلى رفع علم الجهاد، والى إغاثة المنكوبين في كل مكان من المسلمين، فالزكاة شرعها الله جل وعلا من بين أحكام كثيرة وعظيمة في مجال التكافل الاجتماعي والتعاون والتراحم بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء والمحتاجين لأن الزكاة تقضي على ما يجد الفقير في نفسه على صاحب المال حين ينظر إلى أمواله وإلى عقاره وإلى ممتلكاته الواسعة، والزكاة تزيل ما في نفوس الفقراء من الانكسار والذلة والشعور بأنهم محرومون وأن أصحاب الأموال لهم السيطرة ولهم النفوذ ولهم كل شيء، إلى جانب أن المؤمن إيمانه بالله سبحانه وتعالى الذي يسبق ذلك كله، يجعل كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية راضيا بما قسمه الله له، فالغني راض بغناه والفقير راض بما قدر الله له، ولكن الزكاة تعالج مشكلات الفقراء والمساكين والمنكوبين، وتقوم أيضا بتشجيع المصلحين الذين يسعون في الإصلاح وفي القضاء على المشاكل وفي حل القضايا المعقدة سواء بين القبائل أو بين الأفراد، كما أنها تحل مشكلات عديدة فيما يتعلق بالمنقطع بهم في أسفارهم والأرامل والأيتام وكذلك تساعد المجاهدين في سبيل الله الذين لا يستطيعون المشاركة في الجهاد.. الزكاة تحل هذا الجانب.
زكاة الفطر.. والمال
* سؤال: زكاة الفطر تعد رافداً من روافد رعاية الفقراء والمحتاجين، فما الفرق بينها وبين زكاة المال من حيث الملزم بها والمستحق لها ومن حيث توقيت أدائها.
- جواب: لا شك أن أحكام زكاة الفطر تختلف عن أحكام زكاة المال ولكل منها شروط وضوابط، فزكاة المال تجب على كل مسلم حر يملك نصابا من المال الزكوي ويكون هذا المال مستقرا ويحول عليه الحول، أما زكاة الفطر فإنها تجب على كل مسلم ومسلمة وكل حر وعبد وصغير وكبير، حتى الجنين استحبها بعض أهل العلم عنه.
وهي تجب على من يملك زائدا عن قوت يومه وليلته، فإنه يقدمه لزكاة فطره أما إن كان لا يملك قوت يوم العيد وليلة العيد فإنه تسقط عنه الزكاة وهذا نادر جداً بحمد الله، فقليل من لا يجد قوت يومه وليله فأقل الناس يجد ذلك ويخرج بالتالي زكاة الفطر. وعلى كل حال إذا لم يجد هذا لا تجب عليه، وزكاة الفطر أيضا وقتها محدود فهي تجب على كل من كان موجودا عند غروب الشمس في آخر يوم من رمضان والذي لا يوجد إلا بعد غروب الشمس لا زكاة عليه والذي عتق من العبيد بعد غروب الشمس لا زكاة عليه لأنه وقت الوجوب غير مكلف وكذلك فاقد التكليف عافانا الله وإياكم مثل المجنون طيلة رمضان فلم يصم ولم يصل ولكنه أفاق بعد غروب الشمس من ليلة العيد فإنه لا تجب عليه الزكاة لأنه لم يكن من أهل وجوبها وقت غروب الشمس.
وزكاة الفطر تؤخر إلى آخر شهر رمضان بمعنى أنها لا تدفع إلا قبل العيد بيوم أو يومين وهناك وقت لوجوب إخراجها ووقت للجواز، ووقت الفضيلة فأما الجواز فيجوز قبل العيد بيوم أو يومين ووقت الفضيلة بعد صلاة الفجر من يوم العيد قبل أن يذهب إلى المصلى أي بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد وهذا أفضل أوقاتها للإخراج، أما وقت الوجوب فهو من كان موجودا في شهر رمضان إلى غروب الشمس من يوم العيد فمن وجد أو كلف بعد ذلك كما تقدم أو مثلا ولد بعد ذلك أي بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان فلا زكاة عليه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved