تلقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اتصالاً هاتفيا مساء أمس من أخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وجرى خلال الاتصال استعراض تطورات الأوضاع على الساحة الدولية والعلاقات بين البلدين الشقيقين كما تبودلت التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك. من جهة ثانية استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في مقر إقامة سموه في مكة المكرمة قبل مغرب أمس الأول معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي يرافقه وكلاء الوزارة ورؤساء المؤسسات الأهلية لأرباب الطوافة والأدلاء والوكلاء والزمازمة والنقابة العامة للسيارات. وقد عبر سمو ولي العهد عن تقديره للجهود التي يبذلها معالي وزير الحج ومساعدوه بالوزارة والمؤسسات الأهلية لخدمة الدين أولا ثم الحجيج ثانيا. وقال سموه: إن خدمة الحجاج خدمة إسلامية فيها الإخلاص وهي خدمة شرّف الله بها هذا البلد الذي هو قبلة المسلمين ومنبع الرسالة. وأكد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تبذل كل ما في وسعها من أجل راحة الحجيج، ومن ثوابتها الاهتمام بالمسلمين، وهي تقوم بهذا الواجب منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - إلى يومنا هذا. وحث سموه الجميع على بذل المزيد من الجهد والتنسيق والتعاون المثمر بين الهيئات والمؤسسات لاستقبال الأعداد الكبيرة التي تقدر بالملايين من الحجاج والمعتمرين والزوار على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الذين تجمعهم كلمة لا إله الا الله محمد رسول الله، مشيرا سموه إلى أن المسلمين جميعا في ظل هذه الكلمة منتصرون بحول الله وقوته. وكان معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي قد ألقى كلمة رفع فيها أسمى آيات التهاني والتبريك بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وتقديم واجب السمع والطاعة والولاء وذلك وفق ما شرعه الله وأمر به وبما يتميز به المجتمع السعودي الذي يلتزم بتطبيق العقيدة الإسلامية السمحة في اطارها الذي يتسم بالوسطية والاعتدال مع الأخذ بالأسباب لإحراز التقدم في المجالات الحيوية كافة، ومن ضمن ذلك ما يتعلق بشؤون الحج والحجاج الذين هم في مركز اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المقدسة، ويتضح ذلك بجلاء من خلال ملايين الريالات التي ترصد سنويا لتنفيذ المشاريع العملاقة المتتابعة لتوسعة الحرمين الشريفين ورصف المزيد من الطرق ومد الجسور وإنشاء الانفاق والخدمات الأخرى المختلفة من أجل تسهيل أداء نسك الملايين من الحجاج، وليتم ويستكمل في الزمان والمكان المحددين اقتداء بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضاف معاليه قائلا: (اليوم تتجدد الفرحة بلقاء سموكم الكريم للاستنارة بما تتفضلون به من توجيهات سامية تخصون بها هذا المرفق المهم في هذا اليوم المبارك لنسترشد بها على درب التطوير والارتقاء بالأداء نحو الأفضل ولتحقيق تكامل مع الوزارات والإمارات المعنية التي تقوم بإسهامات جليلة لجعل الحج آمنا وصحيا ومنظما من مختلف الوجوه. بعد ذلك ألقى رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوافة الأستاذ عبدالله بن عمر علاء الدين كلمة قال فيها: (كم سيفخر التاريخ عندما يرصد للاجيال الحقائق والمنجزات.. وشواهد التاريخ لا تنسى.. وها هي فراسة وحكمة والدكم المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله تتحقق.. عندما سجل للتاريخ بشارة بقوله (وإني أبشركم بحول الله وقوته أن بلد الله الحرام في اقبال وخير وأمن وراحة، وانني ان شاء الله تعالى سأبذل جهدي فيما يؤمن البلاد المقدسة ويجلب الراحة والاطمئنان لها) ليكون الأمن والأمان وراحة الحجاج من أهم المحاور التي أسهمت بفضل الله تعالى في اقبال هذه الجموع الخيرة لأداء شعائر الحج، ثم ما تحقق ببذل سخي على منجزات واعمار وتوسعات متعاقبة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وإضفاء خدمات متطورة لكل ما يلبي الحاجات الإنسانية لقاصدي هذه الديار المباركة في وقتنا الحاضر). وأضاف قائلاً: (إن نخبة من المطوفين والوكلاء والأدلاء والزمازمة يتشرفون بلقائكم في هذه اللحظات الإيمانية من جوار بيت الله الحرام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يجددون فيها صادق الولاء لسموكم الكريم ويعاهدونكم على خدمة الحاج والمعتمر والزائر بكل صدق وأمانة وإخلاص وإيثار وتضحية.. هذه النخب من المؤسسات تميزت عبر مئات السنين بما حباها الله من خبرة ودراية للمشارب الثقافية والاجتماعية للحجاج ومعرفة عاداتهم وسلوكياتهم وجل الأحكام الفقهية التي تلزمهم لأداء الحج على المذاهب المعتبرة لأجناسهم، ولازالت تقدم خدماتها المتوالية والمتتابعة التي تشكل روعة منظومتها نسيجا فريدا يعتز به الوطن ويكون تراث الماضي الأصالة والمعاصرة للحاضر وتظل خدماتها لكياناتها عبر المدى قدرها في التشرف بخدمة الحجاج والعمار والزوار الذين تضاعفت أعدادهم أكثر من خمس عشرة مرة على مدى العقود الثمانية التي خلت ليصل عددهم الحالي لما يربو على المليونين أو أكثر من المسلمين . وأشار إلى أن كل مطوف ومعلم ودليل وشيخ وزمزمي ووكيل وجميع منسوبيهم يؤكدون تأييدهم الكامل لما اتخذته الدولة حفظها الله من إجراءات لردع الفئة الضالة وقطع دابرها، ويسألون الله جلت قدرته أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء ومكروه وأن يبعد عنها شر الأشرار وكيد الفجار وحسد الحاسدين. تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم وأمدكم بعونه وتوفيقه.. فسيروا على بركة الله تعالى سالمين، وسلمت أياديكم للمجد، ودمتم في أمان الله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. عقب ذلك تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة سمو ولي العهد.
|