** في قلب كل سعودي حرقة ضارية أشعلها الإرهاب الذي جاء مسموماً بغدر الأبناء وأحقادهم التي نفثها الطامعون في السلطة والذين اتخذوا من الدين ذريعةً لهم.. وقد سعوا لاحتكار المجتمع منذ سنوات عدة تمهيداً للوصول إلى غاياتهم.. وقد اختطفوا كثيراً من أحلامنا ووصلوا إلى قلوبنا بتأثير الدين وهم في حقيقتهم سعوا لتغييبنا عن ما يفعلونه في الخفاء.. وأشغلونا بقضايا صغيرة طوال السنوات الماضية.. فالحداثة والنمص وعباءة الكتف وقيادة السيارة والمرأة والبيت وإعفاء اللحية وتقصير الثوب.. قضايا أشغلت العوام لسنوات حتى يفرغ هم مع مريديهم لقضايا جهاد الدفع والولاء والبراء وجزيرة العرب والكفار. رموا بالفتات الصغير من الإشكالات الشكلية في دروب الناس وجعلوا لهم في الاستراحات وفي قاعات المحاضرات وفي الجلسات السرية قضاياهم العظيمة. حتى عبأوا البيوت بالقنابل واستمالوا الصغار كي يرموا بالكرة التي يلعبون بها بعيداً ويستبدلونها بأحزمة النار الناسفة. ** هذا هو تشخيص حقيقي لعشرين سنة مضت.. انسرقت من عمرنا.. من عمر جيل كامل كان بإمكانه أن يلوِّن السماء بطيور بيضاء تحلِّق بحب وإبداع وتسامح وتطور. ** لقد تقاطعت الأطماع السياسية لهذه الفئة مع كل شيء وأي شيء وقد انخرطنا كلنا في خططهم دون أن ندري بتأثير صوت الدين الذي لا نملك معه إلا الإصغاء.. ففطرتنا هي بوصلتنا.. والجنة هي حلمنا. فقد مزقنا أوراقاً كثيرة من أحلامنا.. وقد أسدلنا الستائر على نوافذ كثيرة من أحلامنا كنا فتحناها في الصبا المبكّر على الدنيا كلها.. ** اليوم حين انكشف كل شيء.. لا نملك إلا أن نقف في طابور طويل ونتقيأ.. نخرج الأذى من أجسامنا.. لعل الزمن الباهت يخرج بلا عودة.. ** الإرهاب الفكري والدموي.. خنق كل الوردات التي كانت ستستطيل أعناقها وستميل على كل شرفات الدنيا.. حفروا في التراب لوأدها.. وردموا عليها ألف صخرة. لكنها وردات صادقة.. لها في الأرض النقيّة جذور عريقة.. فبدت تقاوم وتخرج من بين الركام. ** الإرهاب يحتاج منَّا إلى عمل جماعي منظَّم يتربص بجذوره الباقية التي تحاول أن تبدأ من جديد!! ** لا نريد أن نصادر أحداً أو نمنع أحداً من أن يقول كلمته.. ليس الحل بوقف مسلسل أو منع رواية.. دعوا الفضاء مفتوحاً.. فلنا عقول نميِّز ونمحِّص ونعرف الحق من الباطل.. الغرف المغلقة لا تصنع صلاحاً وتقوى. الفضاء والسماء والهواء والشمس هي البيئة الصالحة الخلاَّقة.. هي الحياة.. التي تهب الحق لونه ورواءه.. وتهب الباطل دكانته وقبحه.. دعونا نقرأ كل شيء ونشاهد كل شيء.. نختار ونحكم.. وننتقد ونميِّز.. فلا تقولوا أوقفوا هذا المسلسل ولا تقولوا امنعوا هذا الكاتب.. دعوا العقول تعتاد المفاضلة والتمييز والتمحيص.. فالكون قرية صغيرة.. والمنع والغلق والتبكيت انتهى زمنه!!
|