Wednesday 2nd November,200512088العددالاربعاء 30 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

عدسة ( الجزيرة ) تتجول في بعض الأسواق مساء أمسعدسة ( الجزيرة ) تتجول في بعض الأسواق مساء أمس
الأسواق تعجُّ بالمتسوقين والزحام يتزايد حتى الفجر

كما هو المعتاد من كل عام وفي هذا الوقت من شهر رمضان المبارك تعج الأسواق في جميع أنحاء المملكة بشتى أنواع المشترين والبائعين والبضائع، فهو موسم سنوي اعتاد عليه الناس لشراء مستلزمات العيد، فالأسواق والشوارع وكذلك المحلات المتعددة البضائع يكاد الشخص لا يجد موطأ قدم من كثرة الزحام والغريب في الأمر أن أغلب من سيشتري مستلزمات العيد يحرص على أن تكون خاصة فقط باليوم الأول منه ويأتي في المرتبة الثانية من لديه مناسبة أخرى مثل الزواج وأما بقية أيام العيد فمن النادر أن نجد من يرتدي فيه ملابس جديدة.
وكان ل (الجزيرة) هذه الجولة الاستطلاعية في بعض الأسواق لننقل لكم بالصورة ما اعتدنا على مشاهدته سنوياً من بضائع غالية الثمن وزبائن يعترضون ولكنهم يشترون وفوق هذا كله غياب الرقيب على بعض المشاهد السلبية فيها، وكل عام وأنتم بخير.
* قبول ورفض الزيادة في الأسعار
كانت بداية استطلاعي داخل أحد محلات بيع العطور وأدوات التجميل وكان ممتلئاً بالعديد من السيدات اللواتي يردن الشراء والبائع منهمك معهن وهو بالطبع من الجنسية الوافدة، اقتربت من أحد السيدات وكان معها طفلان فسألتها عن الأغراض التي اشترتها وهل وجدت الأسعار مقبولة؟ فقالت: بصراحة اشتريت أغلب ما أحتاجه أنا وإخواتي الذين تشاهدينهم معي الآن واختار لهم على ذوقي فهم لا يزالون صغاراً على اختيار ما يناسبهم وينقصني بعض الأشياء البسيطة، وبالنسبة للأسعار فهي وللأسف مرتفعة بشكل غير طبيعي والبائغ لا يعيطنا أي فرصة للمفاضلة ونضطر للشراء خاصة إذا وجدت ضالتي التي أبحث عنها عندهم.
ولكن سيدة أخرى تؤيد رفع الأسعار فهو من وجهة نظرها من حق البائع فهناك فترة تأتي على السوق يصيبها الخمول والركود عندها في مثل هذه الحالة يجد صاحب البضاعة فرصته في هذه المواسم بزيادة السعر وتعويض ما خسره في تلك الفترة وتضيف الأغراض التي اشتريتها وضعت في المقام الأول أطفالي فأنا أحرص على أن يلبسون أفضل الملابس وهم لا يزالون صغاراً لتحديد نوعية أو شكل ملابسهم، ولكنني متأكدة أن ذوقي مقبول جداً.
وتحدثنا إلى البائع فقال: كل ما يطلبه الزبون أو الزبونة من عطور أو أدوات تجميل أو اكسسورات فسيجدونه لديَّ وأسعارها معقولة وفي متناول الجميع.
واتجهت بعد ذلك إلى أحد المحلات الكبرى في بيع العطور وأدوات التجميل ولاحظت وجود شباب يشترون عدداً من العطور فسألت مدير المحل كما يحلو أن يسميه من يعملون فيه وهم جميعهم من الجنسية الوافدة عن نوعية الزبائن والسبب في ارتفاع الأسعار في مثل هذه المواسم؟ فقال: الرجال هم من يقبلون على شراء العطور أكثر من النساء وبالطبع المرأة تبحث عن أدوات الزينة وتحرص على أن تكون ماركة عالمية لتضمن بقاءها وجودتها.
وبالنسبة للأسعار فلا يوجد أي تغيير فيها ولكن الناس ومع شدة الزحمة يعتقدون أن الأسعار مرتفعة.
وكنت حينها أقف إلى جانب زبونة فسألتها عن صحة كلامه بالنسبة لموضوع الأسعار فقالت: بل على العكس فهي في تزايد مستمر وخاصة هذه الأيام مع نزول الزيادة في الرواتب واستغلال المحلات لذلك فمثلاً اشتريت طقماً من الملابس سعره أكثر من 300 ريال وهو مرتفع جداً وكم من مرة أكتشف أن الحذاء بعد العيد يأتيه حالة من الرجيم القاسي في سعره!!
* سرقتني امرأة ولكن..!!
تركتها واتجهت إلى مكان من المؤكد أنه الذي تبحث عنه كل امرأة فهو مكمل للباسها وأعني به محل بيع الأحذية الذي يبيع فيه هو صاحب المحل ولاحظ أنه ممتلئ بالزبائن من كلا الجنسين فهناك من قدم لشراء حذاء لابنته الصغيرة أو تلك التي جاءت مع زوجها أو أختها لكي يتشاورون فيما بينهم في نوعية وشكل الحذاء خاصة أن الجميع يردن أن يكون الحذاء مناسباً جداً مع اللباس، فتحدثت في البداية مع إحدى الزبونات التي جاءت للشراء وكانت حينها في لحظة مفاصلة مع صاحب المحل على سعر الحذاء وبالطبع فازت بأن خفض لها ولكن استطاع في نفس الوقت أن يجنب نفسه الخسارة فاقتربت منها وسألتها عن أهم الأغراض التي تحرص على شرائها للعيد فقالت: الملابس في المقام الأول ويأتي بعد ذلك البحث عن الحذاء والاكسسورات المناسبة له وهي خاصة فقط باليوم الأول من العيد وبقية الأيام ارتديت ملابس قديمة ولعل معاناتنا التي نواجهها هي الغلاء غير الطبيعي للأسعار ولا يوجد رقابة ونحن نطالب بها عن طريق الصحف فالمسؤولون يجب أن يحدوا من جشع أصحاب المحلات.
وتحدثت بعد ذلك مع سيدة أخرى قدمت مع شقيقتها فقالت: قدمنا لشراء حذاء خاص بي وأحضرت معي شقيقتي لكي نتشاور في لون الحذاء ولكنني جلبت معي الفستان الذي سأرتدي لكي أطابقه مع الحذاء فأنا أحرص على مثل هذه الأمور دائماً وأتمنى أن أجد المناسب وبالسعر المعقول، واتجهت بعد ذلك إلى محل آخر لبيع الأحذية فوجدته كذلك ممتلئاً بالزبائن ومن مختلف الأعمار فاتجهت إلى سيدة مع أولادها فسالتها عما إذا كانت تتدخل في ذوق أبنائها فقالت: بالطبع أفعل ذلك فهم صغار والكبار لا يتوانون عن أخذ المشورة مني في نوعية ملابسهم. وسألت ابنتها التي تبلغ حوالي خمسة عشر عاماً عمن يختار لها الملابس؟ فقالت: أنا أختارها ولكنني بالطبع أستشير والدتي في ذلك، وتحدثت بعد ذلك مع صاحب أحد محلات بيع الأحذية الأستاذ (عبدالرحمن الهلال) الذي رفض في أول الأمر التحدث نظراً لانشغاله مع المشترين وعندما عرف أننا من جريدة (الجزيرة) تفهم الوضع وأبدى استعداده للتحدث، فأردت معرفة المصاعب التي يواجها في هذا الوقت بالذات من فترة الأعياد؟ فقال: كما تشاهدين أن المكان مزدحم ونحاول بقدر المستطاع أن نرضي الجميع فلا يخرج أحد إلا وهو راضٍ سواء اشترى أم لا. وعن نوعية الزبائن قال: المحل لبيع الأحذية النسائية لذا فأغلبية الزبائن هم من النساء ومن النادر حضور رجال. وعن طلب تخفيض السعر يقول: من الطبيعي أن يطلبون ذلك وبالنسبة لي لا يوجد لديَّ مشكلة في هذا فأنا في الأساس تاجر جملة ولكن في نفس الوقت أحاول قدر المستطاع أن أوفق بين ربحي كتاجر وبين الزبون فلا يخرج إلا وهو راضٍ. وعن أبرز المواقف الغريبة التي واجهته يقول: بصراحة تقريباً يومياً أتعرض لموقف غريب ولعل أبرزها السرقة فلقد تعرضت للسرقات كثيراً خاصة أن الزبونة أو السارقة للأسف تستغل الزحمة وتغادر المحل وقد حملت الحذاء بعلبته، وآخر مرة حدثت ذلك في مساء أمس عندما قدمت زبونة من الجنسية المصرية وادعت أنها تريد شراء حذاء وحاولت قياسه واستغلت فرصة انشغالي وكذلك العاملين لديَّ وهربت بالحذاء، والغريب أن الأمر تكرر حتى في محل ثانٍ أكثر من مرة ومن نفس الجنسية، ولكن لا أفعل أي شيء إزاء ذلك فلن أركض خلف امرأة مهما كلفني الأمر فما دام ضميرها غائباً، فلن يردعها أي شيء، كذلك أعاني من عملية إرجاع الحذاء فالزبونة تحضر الحذاء بدون علبته ونحن عادة نسجل رقم العلبة فكيف نعرف الرقم بدون أن تحضرها!!
* لا دخل لنا في رفع سعر الذهب
وفي داخل إحدى محلات بيع الذهب كان عدد المشترين أعلى من المتوسط بقليل بخلاف الأعوام السابقة في مثل هذا الوقت حيث كانت محلات الذهب تشهد ازدحاماً شديداً، ويبدو أن ارتفاع أسعار الذهب العامية جعلت الناس تقلل من الإقبال على الشراء.
فتحدثت إلا واحدة من السيدات التي تريد شراء ذهب فأخبرتني أنها قدمت مع أمها فهي من تريد الشراء، وأضافت (أم عبدالله): أنا لا أود الشراء فلديَّ ما يكفيني من ذهب - ولله الحمد - ولكن الوالدة - حفظها الله - هي من ستشتري، ولكنني لاحظت أن الذهب مرتفع جداً.
زبونة أخرى أكدت أن سبب الإقبال الناس على الشراء في أواخر شهر رمضان نظراً أن الوقت يتوافق مع تسلم الرواتب لذا نلجأ للأسواق بالرغم من الازدحام الذي نعانيه، ولكنني أتمنى أن يكون نزول الراتب في الأعوام القادمة قبل هذا الوقت بفترة معقولة.
(أم راكان) سيدة أخرى اشترت ذهب بقيمة 3000 ريال لوجود مناسبة لديهم بعد العيد، وذكرت أنه قد اشترت لوازم العيد قبل لوازم الزواج وتحرص على أن تأتي إلى السوق في هذا الوقت لأن أصحاب المحلات يعرضون أفضل البضائع فقط في فترة المناسبات.
السيدة (مريم) من الجنسية اليمنية قدمت لشراء خاتم ذهب فهي لم تشتري منذ حوالي عشر سنوات أي ذهب نظراً لظروفها المادية.
السيد (حمزة العتيبي) حضر مع زوجته وابنته لشراء ذهب لهن وذكرت زوجته أنها قد اشترت بالأمس غوايش لابنتهم وطقماً لها وحضرا اليوم لشراء خاتم لابنتهما، وهي بالمناسبة تعمل مشرفةً اجتماعيةً، وزوجها يعمل عسكرياً لذا فقد أجلا عملية الشراء إلى ما بعد ابتداء الإجازة. وسألتها حول مدى استفادتهم من زيادة الراتب فقالوا: لقد زدنا عليها نظراً للغلاء الذي وجدناه من قبل التجار وخاصة بعد الزيادة.
السيدة: (أم محمد) امرأة بشوشة حضرت مع ابنها الصغير لشراء ذهب إضافي فهي وعلى حسب قولها اشترت بناجر قبل أسبوع وتريد شراء المزيد لوجود أكثر من مناسبة لديهم، عندما أرادت أن تحاسب صاحب المحل استخدمت البطاقة البنكية وطلبت من ابنها أن يذهب بعيداً لكي لا يرى الرقم السري، وقالت لو كان زوجي فالأمر عادي ولكن أبنائي فأرفض أن يعرفون الرقم، ولقد أدخلت الرقم بسرية شديدة وطريفة في نفس الوقت.
التقينا بعد ذلك مع الأستاذ (تركي الكريديس) صاحب أحد محال المجوهرات وتحدث لنا قائلاً: تحرص أغلب السيدات على شراء الأشكال الغريبة من الذهب وتختلف الأذواق من سيدة لأخرى فهناك من يريد ذهب عيار 18 وأخرى عيار 21 وبالطبع الأذواق تختلف والجميع يريد أن يفاصل، ويضيف الكريدس: أود أن أذكر أن الناس تعتقد أننا كأصحاب محلات الذهب نرفع الأسعار من عند أنفسنا وهذا غير صحيح فنحن نخضع لحالة ارتفاع وانخفاض الذهب على مستوى العالم فمثلاً الأيام هذه مرتفع جداً والناس تعتقد أننا نحن من نرفعه ونحن دائماً ننظر إلى حدود الزبون وإمكانياته، ونحاول بقدر المستطاع إرضاءه ولكن دون أن نخسر بالطبع.
* نفرش الحلويات في المواسم فقط
واتجهت بعد ذلك إلى محلات بيع الحلويات التي امتلأت بها جنبات السوق وكانت بإشكال متنوعة ومتعددة فسألنا (خالد) وهو أحد الباعة عن مدى إقبال الناس على شراء الحلويات، فقال لنا: تبدأ الطلبات على الحلوى في منتصف شهر رمضان ونحن نقوم بفرش الحلويات المختلفة والغربية الشكل أو اللافتة للنظر فقط في فترة المواسم مثل العيد ولكننا في الأيام العادية لا نقوم بعرضها بهذه الطريقة التي ترينها التي هي كما ذكرت أعني بها فرش الحلويات.
وأكثر من يشتري مني هن النساء خاصة مَنْ تريد إضفاء البهجة على أبنائها أو أحفادها، ولم نسمع أحداً ولله الحمد يتذمر من أسعارنا.
* أين الرقابة من هؤلاء؟
أثناء تجوالي في السوق لاحظت عدداً من الأطفال البائعين مثل الذي افترش الأرض لبيع التمر!! ورفض التحدث لي أو التصوير وهناك من يبيع البلونات وهما أخوان (سامي وعلي) سامي في السنة الثالثة متوسط وأخوه علي في السنة الخامسة الابتدائي وأكد أنهما لجآ إلى البيع لتمضية الفراغ وكان قد شاهد آخرين يبيعونها فقررا أن يقلدونهم فاستلفا المال واشتريا البضاعة، فسألتهما عن موقف والديهما من ذلك فقالا: لا يهم رأيهما فالقرار قرارنا.
وكان بالقرب منهما رجل مع أطفاله يريد الشراء فتحدث لنا. بداية تذمر (أبو فارس) وهو عسكري وكذلك السيدة (أم فيصل) التي كانت بصحبة أبنائها من سوء النظافة في السوق فالنظافة تكاد تكون معدومة ومنظر النفايات بات يزعج العين ووجود شباب دون نساء معهم فلماذا لا يكون هناك حراسات أمنية لمنع حدوث أي أمر قد يعكر صفو المتسوقين؛ فالعديد من المجمعات التجارية الأخرى نلاحظ وجود الأمن وكذلك رجال الهيئة، وأيضاً انتشار البائعات اللواتي يفترشن الأرض وقيامهن ببيع تجارة الموت وهي الألعاب النارية فلقد أدخلت الرعب في قلوبنا أثناء لعب الأطفال بها، وأيضاً انتشار المتسولات بشكل غريب!! كذلك الغلاء غير الطبيعي من قبل أصحاب المحلات مستغلين حاجة الناس لشراء أغراض العيد في أسرع وقت ممكن وخاصة أولئك الذين يعملون وإجازتهم لم تبدأ إلا في وقت متأخر وبالأخص النساء الموظفات فهن يقعن بين مطرقة تجهيز طعام الإفطار لعائلتها ومطرقة شراء مستلزمات العيد.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved