ولما انقضى شهر الصيام بفضله تجلى هلال العيد من جانب الغرب كحاجب شيخ شاب من طول عمره يشير لنا بالرمز للأكل والشرب (ابن الرومي) ** ** ** ** الجمال يتضح اكتمالاً، ويتجلى في أبهى صورة عند التشبيه البديع، الرفيع، والراقي كما فعل الشعراء قديماً حينما شبهوا نساءهم بالقمر بدراً، وبالشمس إشعاعاً ونوراً.. وشبهت مؤلفات بعضهم بإبداع أدباء رموز... وتمت المقارنة بين حنجرة فلانة، وحنجرة سيدة الغناء العربي (أم كلثوم). وهلال العيد عند تجليه، كحاجب أبيض لشيخ لجأ إلى الإشارة به دعوة منه للأكل والشرب. شهر انقضى.. مر كمر السحاب، أو أسرع ليفسح المكان لشهر آخر بدأ ب (عيدكم مبارك) و(كل عام وأنتم بخير). بدأناه بترحيب، وتهليل، وتكبير (الله أكبر.. الله أكبر). ** ** ** **
أهلاً بفطر قد أضاء هلاله
فالآن فاغد على الصحاب وبكر
وانظر إليه كزورق من فضة
قد أثقلته حمولة من عنبر
(ابن المعتز) ** ** ** ** كاف التشبيه تعمق المعنى.. تؤنقه.. تجمله.. ترتقي به. للروائح العطرية في العيد نصيب الفارس في الميدان بعد عناء الكر والفر.. والجهد والعنت. الفطر والهلال، ولقاء الأصحاب فيه بعد صلاة العيد مباشرة كزورق فضة حُمِّل بالعنبر. فرحة الصائم بفطره عنبر. فرحته بإضفاء البهجة في نفوس الصغار والكبار عنبر. ** ** ** **
العيد أقبل مزهواً بطلعته
كأنه فارس في حله رفلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم
كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا
فليهنأ الصائم المنهي تعبده
بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
(محمد بن سعد المشعان) كل عمل ابن آدم له.. باستثناء الصوم فإنه لله، وهو يجزي به. * تبتسم، أرى ابتسامتك وأنضم إليك مبتسمة. * تكره، لا ارى كرهك ما لم تترجمه في خبث، ومكيدة، ومؤامرة دنيئة. * تأكل علناً فأراك..!! تغلق دونك الباب.. أجهل ما ترتكبه في خلوتك. * نرى الأعمال المحسوسة.. وتغيب عن أعيننا الأعمال الخفية إلا عنه سبحانه وتعالى. ** ** ** **
بالبر صمت وأنت أفضل صائم
وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بعيد الفطر عيداً إنه
يوم أعز من الزمان مشهر
(البحتري) لا أعتقد أن مسلماً صادق الإسلام يجرؤ على صيام غرة شوال، ويرفض هدية الله وطعامه لعباده المسلمين. ولأن غداً (الخميس) - بإذن الله - غرة شوال فانعموا بعيد الفطر.. وكل عام وانتم بخير.