Tuesday 1st November,200512087العددالثلاثاء 29 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مدارات شعبية"

صور من الصحراءصور من الصحراء
كرم زيد الخشيم

* مشعل الجبوري:
إن من المسلم به أن (زيد الخشيم) رجل مكرم، سواء من واقع النصوص التي أوردناها سابقاً، أو من واقع الروايات التي يتحدث بها الناس عنه في المنطقة، ولعل أشهر تلك الروايات ما دونه كل من الأستاذ (فهد العريفي) في كتابه (هذه بلادنا - حائل) سلسلة إصدارات رعاية الشباب عن مناطق المملكة، والأستاذ عبد الرحمن السويداء في كتابه (فتافيت...) مع اختلاف غير جوهري بينهما في التفاصيل.ومفاد تلك الرواية أن (زيد الخشيم) كان في الرياض عند الإمام (فيصل بن تركي) فأناخ عند بيته أحد شيوخ قبيلة عنزة ومعه رجال من قبيلته، قال العريفي إنهم أربعون رجلاً، وقال السويداء إنهم أربعمائة رجل، فقامت امرأة زيد الخشيم وهي (شماء الخشيمية الخالدية) الملقبة ب(الصنيتة) بواجب ضيافتهم على أتم وجه، وعندما قدمت الطعام لهم قالت: (سموا الله يحييكم، على فضل من إذا غاب وصى، وإذا حضر تقصى).
وتقول الرواية: إن هذه المرأة نحرت لضيوفها إحدى السواني، وهي الإبل التي تنضح الماء من الآبار لري الفلاحة، لأنها لم تجد غيرها، وكان هذا هو غاية الكرم والجود عند العرب، وقد أشاد هؤلاء العنزيون بكرم تلك المرأة وترحيبها بهم باسم زوجها لدى أمير حائل ولدى الإمام فيصل بن تركي، فارتفعت منزلة الخشيم وذاع صيته بين الكرماء (1).
لكن زوجة الخشيم هذه ما لبثت أن ماتت وهي في عز الشباب بسبب لدغة ثعبان، فيصاب الخشيم بوفاتها ويحزن عليها ويرثيها بقصيدة طويلة منها قوله:


يا قبر ما تنباج عن غض الانهاد
نشوف اللي عن شوف حي سلاني
لا وعلى من علله يا ابن حماد
تهلي وترحب وانا اسمع بآذاني
لا شك اللي تمنيت ما يعاد
ولا تنكس الدنيا عن الضيم ثاني
يا عين لو صحتي ونحتي بالاجهاد
للحشر ما وضاح الانياب داني
يا رب تجعلني إلى جيت وفاد
على ما نحب انك عليه تهداني
عليت ياللي بالحشا طق الاوتاد
بالجنة العليا عسى لك مكاني
نزه عن الأدناس ما جاه نقاد
يا نافل جيله بكل المعاني
ما قط يخبر زين مزموم الانهاد
لا باول الدنيا ولا آخر زماني

والرواة ينسبون القصيدة التي منها هذه الأبيات لزيد الخشيم، في حين أن الأستاذ محمد سعيد كمال ينسبها إلى (زيد الخوير) في كتابه (الأزهار النادية) (2)، ويبدو أن ما أثبته صاحب الأزهار إنما هو قصيدتان دمجهما معاً لا قصيدة واحدة، فالرجلان أبناء بلدة واحدة، وقد أدركا بعضهما، وكان زيد الخوير متأخراً عشرين أو ثلاثين سنة عن زيد الخشيم، والناظر لشعرهما يقف على تأثر زيد الخوير ببعض خطى زيد الخشيم وتوجهاته، بما يؤكد أن الخلط بين قولي الزيدين وارد وغير مستغرب.
وقصة زيد الخشيم مع زوجته الصنيتة تشبه إلى حد كبير قصة نمر بن عدوان مع زوجته وضحا، فقد تزوج الخشيم العديد من النساء فلم يجد فيهن واحدة تماثل الصنيتة في جميع صفاتها ومزاياها، وأخيراً قنع بفتاة من أقاربه لها بعض مزايا الصنيتة من حيث القيام بواجبات البيت وحسب.
المصدر: كتاب زيد الخشيم للمؤلف سعد العفنان.
(1) هذه بلادنا حائل - فهد العريفي.
(2) الأزهار النادية - ص 147 - 148

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved