زينة الحياة.. فلذات أكبادنا (يسيرون على الأرض).. كثيراً ما تعترض طريقهم كلمة غير محببة.. ألا وهي (ممنوع)... في حفلات الزواج.. لا تخلو دعوة موجهة من الإشارة لعبارة قاسية (ممنوع اصطحاب الأطفال).. بصفة فردية.. يتردد (الواحد) منا في الإجابة ب(نعم) ألف مرة ويستحضر (لا) بسرعة البرق حيال طلب أبنائه الأطفال في حضور مباراة كروية! .. يدفعك الفضول - كمحايد - للسؤال عن مبررات الرفض.. وأنت تحدثه حول أهمية الترويح عن الأبناء وغيرها من الإيجابيات... ... أخيراً - تصدمك - الحقيقة الغائبة! ... يقول: ذهبت ذات مرة مرفوقاً بطفلين من أبنائي لم يبلغا بعد سن العاشرة لملعب بغية حضور مباراة ليست جماهيرية... وقد فضَّلت الجلوس بالدرجة الثانية التي لا يوجد بها إلا عدة أفراد لا يتجاوزون أصابع اليدين... وكنت قد أديت صلاة العصر معهم قبل بدء المباراة. ... يتابع حديثه: لك أن تتصوَّر سوء الموقف والحرج الذي مررت به... فالجمهور المتواضع الذي كان يساند الفريق الزائر كانت له (ألسنة) سليطة جداً لا تعرف إلا المفردات والألفاظ (السوقية) التي لا تصدر إلا من (أولاد شوارع). ... يمضي قائلاً: كان الألم يعتصرني.. وأطفالي يسألونني ببراءة: لماذا هؤلاء... هكذا يشجعون ويتكلمون (عيب). ... يقول: خرجت من الملعب وقررت أن لا أعود ثانية له!! ... الكلام أعلاه قررت طرحه لمناسبة أكثر من جيدة ورائعة تمثَّلت في قيام تظاهرة طفولية شارك فيها ما يربو على 300 طفل من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة... فالشباب النادي (النموذجي) لم يقرر إقامة دورة كروية رمضانية أسوة ببقية الأندية.. لكن إدارته التي رصد رئيسها ميزانية مستقلة لبعث نشاط اجتماعي يُساهم في حِراك وبناء المجتمع وتنمية أفراده... كان الانفتاح الأول على تلك الفئات الغالية التي يجب التواصل معها... هنا تم (طمس) كلمة (ممنوع) واستبدلت ب - مرحباً - وهذا ناديكم... ونحن الضيوف... وأنتم أصحاب الدار. ... صديق عزيز... كان مرافقاً لأحد أبنائه في تلك الزيارة حدَّثني بفرح غامر مبدياً إعجابه الكبير بالبرنامج الاحتفائي المعد للأطفال وطلب مني تناول هذا الموضوع وتوجيه عبارات الثناء والتقدير للإدارة الشبابية... وحث الأندية الأخرى على المبادرة بفتح أبوابها لاستقطاب كافة شرائح المجتمع. .. وسامحونا!!
|