Tuesday 1st November,200512087العددالثلاثاء 29 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الدعجاني معقبا على السماري:الدعجاني معقبا على السماري:
هاجمت خبراء المقاهي والاستراحات ونسيت (عمالقة) الغرف التجارية!

اطلعت على ما كتبه الأستاذ عبدالرحمن السماري في عموده (مستعجل) في عدد الجزيرة رقم 12071 في 13-9-1426هـ تحت عنوان (خبراء الاستراحات والمقاهي) الذي تحدث فيه عن مرتادي تلك الأماكن والذين يقول عنهم إنهم يدعون أنهم خبراء في جميع المجالات حيث يتحدثون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والرياضية والدينية دون أن تكون لديهم خلفية ولو بسيطة عن تلك المجالات على حد قول الكاتب.
والسؤال هنا: هل لدى الأستاذ السماري بيانات أو أرقام دقيقة تقول إن جميع مرتادي الاستراحات والمقاهي هم من بسطاء الناس الذين تصل بساطتهم إلى درجة السذاجة؟
بالطبع لا. قد يكون هناك نسبة من هذه الفئة التي تنظر وتناقش دون علم ولكن في الوقت نفسه هناك نسبة من هؤلاء يعتبرون خبراء ومتخصصين من مختلف المجالات التي أشار إليها الكاتب. ولا يستهان بالإنسان لمجرد أنه جلس في استراحة أو مقهى بل إنه في بعض الدول العربية هناك مقاه أغلب مرتاديها من الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرين كمقهى (الفيشاوي) في القاهرة على سبيل المثال لا الحصر.
إلا إذا كان المقصود من الطرح القول: إنه ينبغي منع أي شخص غير متخصص من الكلام في هذا المجال أو ذاك.ولا شك أن التخصص مطلوب وينبغي علينا احترام أصحاب التخصصات لأنهم أدرى ببواطن الأمور من الشخص غير المتخصص، ولكن في الوقت نفسه ما يطرحه هؤلاء المتخصصون لا يمكن التسليم به تماما واعتباره القول الفصل في القضايا المطروحة. فهم يطرحون النظريات التي يقوم عليها التخصص الذي يعملون فيه. لكن أحيانا يكون الواقع على الأرض مخالفا لهذه النظريات حسب المكان والزمان والمجتمع الذي نحاول تطبيق تلك النظريات عليه، وهذا ليس خطأ في النظرية بقدر ما هو اختلاف في المعطيات التي نتعامل معها.
والأمر الأهم هناك ما يسمى بالرأي العام أو رأي الشارع وهذا الرأي له أهمية قصوى خاصة في الديمقراطية المتقدمة ولا يمكن الاستهانة به.
ومرتادو الاستراحات والمقاهي يمكن اعتبارهم يمثلون جزءاً من هذا الرأي. وتساؤل أخير:
هل جميع من يمارسون العمل السياسي والاقتصادي هم متخصصون في تلك المجالات؟ بالطبع الإجابة بالنفي. وسأذكر مثالين من الواقع: ففي المجال الاقتصادي والمالي في بلادنا يعرف المتابعون للشأن العام ومنهم الكاتب السماري أن بعض كبار رجال المال والأعمال لدينا والذين يترأسون مجالس إدارات الشركات الكبرى والغرف التجارية والصناعية التي يعمل بها العشرات من حملة الدكتوراه في المجالات الاقتصادية والمالية هم من حملة الابتدائية وهم ينظرون ويناقشون القضايا الاقتصادية المحلية والعالمية ولا يستطيع الكاتب السماري أو غيره أن ينتقدهم بكلمة واحدة، أو يقول إنه لا يحق لهم التحدث في هذه المجالات؛ لأنهم غير متخصصين فيها، وفي المجال السياسي سأذكر شخصيتين عالميتين:
الأول: الأسقف (مكاريوس) رئيس جمهورية قبرص السابق، هذا الرجل ليس له علاقة بالسياسة فهو رجل دين ومهنته الأساسية راعي غنم في جبال قبرص الشاهقة، ومع ذلك تم انتخابه رئيسا للجمهورية.
الثاني: (فاليسا) رئيس جمهورية بولندا السابق، لم يتخرج من كلية للعلوم السياسية أو العلاقات الدولية فهو عضو في نقابة العمال البولندية وبسبب أفكاره وأطروحاته خلال الحقبة الشيوعية تم سجنه لعدة سنوات وعندما تحررت الدولة من النظام الشيوعي وجرت انتخابات حرة فاز بمنصب رئيس الجمهورية.
خلاصة القول: علينا عدم الاستهانة بالبشر مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية أو التعليمية وخلافها؛ فالمؤهل الجامعي أو العالي لا يعني لصاحبه شيئا إذا لم يكن متابعاً ومطلعاً على ما يدور حوله، لا سيما أنه يوجد في الوقت الحاضر ما يسمى ب(أمية المتعلمين) فقد تجد من يحمل درجة الدكتوراه وربما الأستاذية في تخصص معين، وفي الوقت نفسه تجد أنه غير ملم به، وربما يكون ملماً به في أحسن الأحوال، ولكن عندما تناقشه في مواضيع خارج تخصصه تجد أن بعض حملة الثانوية العامة يتفوقون عليه، هذا ما أردت طرحه وبالله التوفيق.

م. مشاري خالد الدعجاني - محافظة شقراء

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved