Tuesday 1st November,200512087العددالثلاثاء 29 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(ميسون) والسعادة!!(ميسون) والسعادة!!

أتابع ما ينشر في الجزيرة حول موضوع السعادة نظرا لتأثير ذلك على الحياة العامة، وعند الحديث عن السعادة يتبادر إلى أذهاننا العديد من الأسئلة التي إذا أجبنا عنها عرفنا السعيد، وبالتالي نَعرف ونُعرف السعادة الحقيقية.
ومن هذه الأسئلة: متى وأين؟
فمن ظن أن السعادة مطلب دنيوي فقط فقد أخطأ. من ظن ذلك أينه من قوله تعالى:{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ} إلى قوله:{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ}.
إذاً هناك سعادة أخروية لا يُغفل عنها، وهي المطلب الرئيس لكل مسلم، بقي لنا أن نتحاور حول السعادة الدنيوية.. وكيف تتحقق؟
هل تتحقق بالأرصدة الضخمة والمراكب الفخمة والقصور المليئة بالخدم؟
إذا كان الجواب نعم.. فكيف نفسر تجهم وجوه الأغنياء دائماً، وتوترهم، وانشغالهم الدائم عن أولادهم وانقطاعهم عن بيوتهم معظم الأوقات؟
عزيزي الفقير: هل سمعت بشيء اسمه الاكتئاب؟
إن في قصة ميسون بنت بحدل الكلبية مثال قوي يؤكد ماسبق. فقد تزوجها معاوية بن أبي سفيان وهو رجل ذو مال وجاه وحسب وأسكنها في قصر منيف، ولكن كل ذلك لم يجلب لها السعادة التي تنشدها فقالت وهي تحن إلى حياة بسيطة تحقق لها سعادتها


لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليَّ من قصر منيف
وأصوات الرياح بكل فج
أحب إليَّ من نقر الدفوف
ولبس عباءة وتقر عيني
أحب إليَّ من لبس الشفوف

إن سبب شقاء الكثير مرده إلى فقدان جوهر السعادة ألا وهو استشعار ما فيه الإنسان من نعمة أو نعم أنعمها الله عليه، وهذا يؤدي إلى ازدراء نعمة الله وهذا ذكره نبي الرحمة والهدى- صلى الله عليه وسلم- في حديث معناه:
لا تنظروا إلى من فُضل عليكم ومن هو أعلى منكم بل انظروا إلى من هو أدنى منكم، وذلك أجدر ألا تزدروا نعمة الله أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
استشعار نعم الله والسعي الحثيث لأداء حقوقها، وشكر الوهاب الرزاق عليها من أجل العبادات ودليل على تقوى الإنسان والرضا بما قسم الله وقدر هي السعادة الحقة.
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد.
جعلنا الله من السعداء في الدارين
عبدالله إبراهيم البريدي-خب البريدي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved