Tuesday 1st November,200512087العددالثلاثاء 29 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الخنين متضامناً مع السحيباني:الخنين متضامناً مع السحيباني:
نعم إنها حرب (الأعمدة القاتلة) فمتى تنتهي وتستبدل (بالكيابل الأرضية)؟

شاهدت الصورة المروعة للسيارة المرتطمة بعمود الكهرباء التي انشطرت إلى جزءين، وذلك على الصفحة الأخيرة بجريدة الجزيرة العدد 12077 الصادر يوم السبت الموافق 19 رمضان 1426هـ أن هذه المآسي التي تتكرر بصفة يومية، ويذهب ضحيتها الأرواح والممتلكات وشركة الكهرباء تتفرج على الاشلاء والدم والخراب والدمار الذي يلحق بالمركبات، وكأن الأمر لا يعنيها.
هذا المنظر الذي أصبح مألوفاً يتطلب تدخل الجهات المعنية بوقف نزيف الدم وذلك بإجبار شركة الكهرباء بتحويل الشبكة إلى أرضية داخل المدن والطرق القريبة منها، ولقد أبدع المهندس عبد العزيز السحيباني بعدد الجزيرة 12062 الصادر يوم الجمعة 4 رمضان 1426هـ عندما طرح رأيه بجعل الكيابل أرضية للقضاء على مخاطر الأعمدة التي هي بمثابة الألغام المزروعة على الطرق وداخل المدن إضافة إلى الخزانات التي تهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى مع كل هبة رياح أو كل عاصفة أو ارتطام أو تحمل فوق الطاقة لترى شواظ اللهب من تلامس الأسلاك أو الانفجارات المدوية والحوادث المتكررة والتي نسميها (حرب الأعمدة والمقويات).. إننا نشاهد الأعمدة داخل حرم الطريق أو قريبة منه بل على كتف الطريق ولعل المطلع على طريق الجنوب المار بحي الصحنة بالدلم يشاهد ذلك حيث أصبحت خطورتها تفتك بالبشر والسيارات كذلك.. نرى المقويات والخزانات في زوايا الشوارع وأمام المنازل، إن هذا الوضع يتطلب التدخل السريع من الجهات المعنية، وإلا لماذا لا تقوم الشركة بانتزاع أراض لها داخل المخططات لزرع تلك المقويات والخزانات، ثم لماذا لا تقوم الشركة بشراء مسارات محاذية للطرق لإبعاد الأعمدة في مكان آمن عن الطرق ما دام الإصرار على زرع الأعمدة ووضع الشبكة هوائية..
ولو حسبت ذلك وتحويل الشبكة إلى أرضية لوجدت المعادلة تناسب الواقع وزدت على ذلك الحفاظ عليها من الاصطدام والتلف وتعريض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر.
إن الوضع لا يحتمل، وأن المظهر الحضاري والرقي لدولتنا يجعل القضاء على هذه الظاهرة التي أرقت السكان، وشوهت المدن.. إنني أتساءل عن إصرار شركة الكهرباء على زرع تلك الأعمدة ملاصقة للاسفلت لتصبح مصدراً للحوادث، ففي كل عمود صدمة أو ندبة من أثر حادث أو أكثر، وليت الأمر يقف على ذلك نشاهد بعض الأعمدة يحيطها صبة خرسانية قاتلة 100% ويضاف على البعض وضع براميل محيطة داخلها اسمنت، فمن يحاسب الشركة على هذه العشوائية، وهذا الاستهتار القاتل، فالمتتبع للاصطدام بالأعمدة يجد المرء أن العمود لا يتأثر بالصدمة، ويذهب صاحب السيارة ضحية لذلك، فلو ضربنا عدد الأعمدة في عدد الضحايا لخرجنا بعدد كبير من القتلى حيث يفتك العمود الواحد بمجموعة من البشر، فهل ننتظر إلى أن نقضي على الجميع.
فليس السبب السرعة في غالب الأحيان بل اختلال توازن السيارة قد يكون سبباً في توجهها لهذه الأعمدة الصلبة المصفحة المبنية بقواعد خرسانية تقسم السيارة، وقد تحرق السيارة ومن فيها، ثم لو كانت مسرعة ووقع الحادث وليس أمامه ذلك العمود القاتل لكان الوقع أهون والمصاب أخف.
وليت الأمر يقف على العمود فقط حيث هذه الأعمدة تحمل أسلاكاً إذا مرت قرب السطوح، وحدث اقتراب من إنسان أو حيوان أو طير، فيقع ما لا يحمد عقباه إن منظر الأعمدة والأسلاك والخزانات منظر مشوه لجمال المدن وتشوه سمائها وشوارعها ولأجل ذلك إلا باستبدال الشبكة الهوائية بكيبل أرضي يختصر كثيراً تكاليف الصيانة ويريح البشر من هذه الحوادث المهلكة أو إبعادها عن الطرق والمنازل بإيجاد اراض ونزع مسارات لها بعيدة عن الطرق فالبشر وحياتهم أهم من هذه الأعمدة حتى لو جلسنا في الظلام الدامس إنني أضم صوتي لصوت م. السحيباني مناشداً معالي وزير المياه والكهرباء باسم ضحايا الأعمدة والأسلاك والمقويات وباسم المقعدين والمشلولين بإيجاد حل عاجل لذلك.
فالاصطدام بهذه زاد كثيراً في الآونة الأخيرة، فالفضاءات واسعة والصحارى القفار خالية، ومملكتنا تعد قارة، فلماذا التضييق على البشر وإهلاكهم؟ ولماذا لا تؤثر تلك الصور في نفوس القائمين على الشركة وهم يرون الحوادث، وكأنها أخبار عادية لا تهم يرون السيارة المنشطرة المتناثرة والمحطمة والأموات والأشلاء المتناثرة والمصائب العظام، وكأن الأمر لا يعنيهم!
فلماذا الإصرار؟ فمن يحمينا من مخاطر هذه الأعمدة يا شركة الكهرباء؟ ومن يحمي فلذات أكبادنا من الالتماس والصعق؟ أملنا كبير في مجالس المناطق وفي وزارة الكهرباء لدراسة الأوضاع وعلاجها، وفي مجلس الشورى الموقر وفي كل جهة يهمها الأمر.
وقبل الختام أشيد بمداخلة صالح العريني بعدد الجزيرة 12070 يوم السبت 13 رمضان 1426هـ، وذلك على ما طرحه السحيباني حيث أضاف إن لأسلاك الكهرباء لها مساوىء صحية خطيرة غير محسوسة فنقل الطاقة الكهربائية غير أسلاك هوائية تعتبر من الطرق البائدة لدى الدول المتطورة التي تسعى لتجنيب مواطنيها الاخطار الظاهرة أو الباطنة.
وهو انتشار موجات الRF الكهرومغناطيسية التي لها أضرار فادحة على البشر، ولنا أن نتخيل شوارع المدن وما تبثه من ذبذبات تولد أمراضاً قاتلة بسبب هذه الأسلاك، وقد أكد العريني انه يكفي للتخلص من هذه الآفة بدسها في الارض وإراحة البشر منها.. وإنني أختتم بأن من وقع له مصيبة ولمس حرها ليس كمن ينظر لها من بعيد فقد ذهب ابني ضحية الأعمدة، وهو في عمر الزهور وذهب غيره الكثير الذي لو اعطينا الدنيا وما فيها لما عوضنا عن فقده مهما بلغ، فقد ورثنا الآلام والأحزان طيلة حياتنا فما داوى آهاتنا سوى الصبر والاحتساب. فهل يعاد دراستها ومن ثم التخطيط والتنفيذ من خلال الطرق الصحيحة؟! فالدلم مثلاً شبكة لأسلاك الكهرباء وشوارعها ومنازلها مواقع لمحطات التقوية، وخير شاهد على ذلك وقوع محطة التقوية في وسط أحياء الصحنة، ورغم المطالبات والمناشدات إلا أن شيئاً لم يتغير.. ولم تفكر الشركة ولو بعلاج أقل وطأة من تركها خطراً مغدقاً وقنبلة موقوتة.
وللعلم أن آخر أخبار الشركة هو نية إقفال مكتبها في الدلم وتقليصه إلى فرقة طوارىء رغم اتساع المدينة وعدد مشتركيها الذي وصل 12 ألف مشترك.

حمد بن عبد الله بن خنين - الدلم

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved