* تحقيق - وسيلة محمود الحلبي: تزدحم الأسواق والشوارع في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك بالناس على اختلاف جنسياتهم؛ وذلك بغية التسوق للعيد وشراء الجديد ابتهاجاً بمقدمه السعيد. النساء والأطفال يتبارون في انتقاء واختيار المعروضات من الملابس والألعاب والذهب والاكسسوارات، والرجل المسكين يمد (مرغماً) يده إلى جيبه لتناول محفظة صغيرة، وما عليه سوى أن يستجيب للفاتورة ويدفعها وهو يبتسم.. (لأنه العيد).. الذي يزيد مساحات الفرح ويبعد الناس عن الأحزان والأتراح. المحلات التجارية زحمة.. زحمة.. ووسط هذا الزحام كان لنا العديد من اللقاءات قبيل العيد: * التاجر أنور محروس يقول: إننا في شهر رمضان والإجازات والأعياد نعوض ما نخسره في الأيام قليلة التسوق.. رغم ان بضائعنا بدرجة ممتاز وهي متنوعة وتواكب الموضة التي تتطلع إليها النساء وتبحث عنها في دور الأزياء من خلال الفضائيات. وأضاف أن الأسعار عادية وليست مرتفعة بسبب قرب العيد.. وتتراوح مبيعاته يومياً ما بين 14 - 15 ألف ريال خاصة في العشر الأواخر من رمضان المبارك. * التقينا بالسيدة أم توفيق حيث قالت: إن الأسواق مزدحمة كثيراً، ورغم انني جلبت الملابس الجديدة في الإجازة إلا أن الأولاد مصرون على ملابس العيد الجديدة.. وهذه عادتنا كل عيد.. والحمد لله فقد اشتريت لأولادي توفيق وخالد وبلال ثلاث بدلات بأسعار جيدة، أما فستان أختهم هنادي فكان ضعف ثمن البدلات ولكنه إيطالي. وأضافت: الأسواق كثيرة والبضاعة متنوعة والأسعار معقولة. * بينما تقول أم محمد الحربي: إنني في حيرة من أمري ماذا اشتري وماذا أترك؟.. كل ما في السوق جميل، ولكن زوجي حدد ميزانية لملابس العيد ولا بد أن التزم بها وإلا حرمني من هدية العيد المتفق عليها سابقاً. وأضافت: لم أتعود أن آخذ أطفالي معي إلى السوق.. ولكن اليوم أخذتهم.. ولكن الزحمة جعلتني في حيرة من أمري.. وهنا تتدخل ابنتها (مها) لتقول: اشتريت فستان العيد ولله الحمد قبل إخواني وزحمتهم فأنا مرتاحة البال ولكنني أبحث الآن عن حذاء مناسب للفستان. * التقيت بالسيدة هدى فرحات موظفة فقالت: أنا أحب أن أشرك أولادي في الشراء حتى لو كانت بطريقة شكلية، ولكن رأيهم يهمني ومن خلاله أتعرف على أذواقهم.. وأساعدهم في اختيار الألوان المناسبة لهم.. الأسعار مناسبة ولله الحمد.. وكل شيء موجود. * بينما تقول فاطمة عمر: أقوم باختيار ملابس أولادي بنفسي خاصة للذين لم يتعدوا المرحلة الابتدائية.. أما ابني وابنتي في المتوسطة فهما يختاران ما يريدانه.. والميزانية الموضوعة تتحكم في النوعية. وهنا تقول ابنتها فايزة: إن الذوق في اللباس هو المظهر الحضاري للشعوب؛ لذلك نختار ما يناسب بيئتنا ونبتعد عن باقي الموديلات الصارخة التي امتلأت بها الأسواق. ويشاركها الرأي أخوها مهند حيث يؤكد انه سعيد بقدوم العيد ويؤكد انه يأخذ رأي والده في شراء ملابس العيد؛ لأن ذوق الرجال يختلف عن ذوق النساء. * الطفلة خلود عبدالرحيم سعيدة وهي تحمل ألعابها بين يديها فقلت لها: اشتريت فستان العيد؟.. قالت: نعم نعم إنه جميل وأنا في الصف الثالث سأرتديه في العيد وأحصل على العيدية والألعاب، فالعيد جميل جداً ننتظره من عام لعام.. وأنا أحب رمضان وصمت كثيراً منه.. وأمي شجعتني على الصيام فالصوم جميل. * وسألنا والدتها السيدة أم خلود عن شعورها وهي تشتري لأولادها ملابس العيد فقالت: أنا سعيدة جداً وأتركهم يختارون ملابسهم بأنفسهم وبعد ذلك أوجه رأيي إليهم إما بالقبول والرضا أو الرفض. وحول حرية اختيار الملابس قالت: لا بد أن نعطي أبناءنا الفرصة للانتقاء؛ فذلك يعطيهم الإحساس بالحرية وتميز الشخصية والاعتماد على النفس في اختيار الأشياء، بالإضافة إلى تنمية إدراكهم الوجداني والحسي من خلال تنسيق الأشياء بعضها مع البعض. وندخل في جدال مع رب الأسرة المهندس عبدالخالق محمد حيث قال: إن حرية الطفل لا بد أن يتبعها التوجيه والتوعية والمساعدة على اختيار الأشياء الأفضل حتى لا تزداد حيرته عند الاختيار وحتى لا يصل إلى درجة التردد وربما يصاب بحالة ندم بعد الشراء ويتولد لديه إحساس بالكراهية للملابس التي تم شراؤها.. * بينما تقول نعمة البيطار: تزداد فرحة الطفل وبهجته أثناء المشاركة في عملية الشراء، ولا بد أن تراعي الأم ان هناك عنصر التقليد الذي ينتاب الأطفال في سن معينة.. وتقمص الشخصيات ومحاولة التقليد في الملبس.. أنا لا أنكر ان من حق الطفل أن يختار ملابسه حتى لو كان في سن صغيرة فيمكن اعطاؤه الحرية في حدود الإمكان.. فهذا يعطيه الفرصة لاكتشاف حاسة الذوق منذ الصغر وتعويدهم على معرفة طرق تنسيق الملابس واختيار الألوان المناسبة والمنسجمة مع بعضها البعض. وتضيف ان أولاد أخي أصبحوا شباباً وإلى الآن يعتمدون على والدتهم في شراء ملابسهم.. فلا يعرفون الشراء وحدهم ويجدون صعوبة بالغة في اختيار ما يناسبهم من ألوان وموديلات.. وهذا صعب طبعاً؛ لذا أوضح ان اختيار ملابس الطفل تعتبر عملية تعليمية يزداد نموها وإدراكها بالممارسة والخبرة، وكل هذا يؤثر على شخصية الإنسان وعلاقاته بزملائه، فعملية المشاركة تعمل على إسعاده وصقل شخصيته والإحساس بالراحة والهدوء والاطمئنان داخل الجو العائلي لما يراه من احترام لشخصه ورأيه مهما كان صغيراً. وبدورها السيدة نعمة البيطار تلقي اللوم على الإعلام بكل صوره الذي لم يوصل هذه المعلومات للأبناء، وأكدت أن للإعلام دورا كبيرا في تنمية الذوق عند اختيار الملابس، والتفاصيل مع الآخرين، والتحية، وتناول الطعام، واستخدام اليد عند الكلام.. فكل شيء لو أصوله. صحيح أن هذه أشياء بسيطة ولكنها هي الإحساس الأول في تكوين الذوق العام للشعوب والعادات التي تحكم الأمم. * العم أبو أحمد صاحب محل قال: الآن نجني أرباحاً جيدة من الاستعداد للأعياد.. ونبيع ما لدينا من بضائع. ويضيف ان المتسوقين خاصة النساء يفضلون المراكز الشاملة لرخص أسعارها وشموليتها، فالأم لا تتعب بذلك وتختار ما يناسب أطفالها من ملابس واكسسوارات وألعاب وعطورات وغيرها، ما يساعدها على اختصار الوقت في اللف هنا وهناك. * التقينا بالحاجة أم خالد وهي تجلس على كرسي في أحد المحلات فقالت: يوم أمس وصلت من جدة لأقضي العيد مع ابني الكبير في الرياض، وأنا لا استطاعة لي على المشي الكثير في الأسواق؛ لذلك كلما أدخل محلا أرتاح فيه قليلاً، ريثما تشتري زوجة ولدي ملابس أولادها. وقالت: إن الأسواق تستنزف جيوب الآباء والأمهات إذا لم يضعا ميزانية معينة للتسوق؛ لأنه في كل يوم هناك جديد.. والأجدر بنا ان نتذكر الفقراء والمساكين والمحتاجين في هذه الأيام المباركة وأن نحاول ان نشتري لهم الألعاب والهدايا والملابس ونعطيها لهم ليشعروا بفرحة العيد؛ لأنهم بحاجة ماسة إلى الدعم والعطاء. * الطفلة الجوهرة الغانم تقول: اشتريت ملابس العيد وهدايا العيد، واليوم سأنام أنا ولعبتي معاً على السرير لأحرسها لئلا يأخذها أحد مني.. فلعبتي حبيبتي انتقيتها وسط الألعاب الكثيرة الموجودة في السوق. بينما أخوها خالد مرتاح للدراجة التي اشتراها ليلعب بها في العيد.. ولكنني مسحت على رأسه وقلت له: لا تلعب بها في الشارع يا خالد ليكون عيدك جميلاً وبهيجاً دون مشاكل. وحينها قال لأمه: إذن لا أريد الدراجة بل أريد سيارة همر ألعب بها في المنزل. * وحول الألعاب المفضلة قال أحمد عرفة صاحب محل الألعاب: يحرص الأولاد على ألعاب الريموت كنترول من السيارات والدبابات وبعض الأشرطة الخاصة، أما البنات فشغلهن الشاغل مجموعة بازلي وأدواتها وأدوات الطبخ والزينة. * بينما تقول أم فهد الحربي: العيد فرح الكبار والصغار؛ لذلك أصطحب أولادي معي للسوق لأشتري لهم كل ما يحبون من الملابس والألعاب والأحذية والحلويات.. وأنا أذهب إلى محلات بيع العطورات الشرقية لأشتري كل رائع من العود والورد والبخور الكمبودي لأنني متأكدة أنه من أجود الأنواع، وأشتري لزوجي هدية العيد في رمضان فقط، أما عيد الحج العظيم فهو يشتري لنا كل شيء، وبذلك تغلب على وجهه الحيرة فيما يختاره الأولاد من ألعاب وملابس.. في الحقيقة لا أنكر اننا نصرف كثيراً جداً في الأعياد.. ولكن ماذا نفعل؟ إنه عيد للفرح والترفيه.. بعد صيام شهر كامل مبارك نتمنى أن يعود على الجميع بالخير كل عام. وأضافت: نحب النزول إلى الأسواق في النصف الثاني من رمضان، ولكن اضطررنا هذا العام إلى أن ننزل في العشر الأواخر.. ورغم الزحام وكثرة المتسوقين إلا ان الأسعار مقبولة والبضائع متنوعة وكثيرة ونقف أمامها في حيرة ودهشة.
|