* عنيزة عطاالله الجروان: الفقر ليس عيباً، العيب عندما يستسلم الفقير لفقره، وسؤال الناس من أقبح الأعمال، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حذرنا من كثرة سؤال الناس عندما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف،: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مُزْعة لحم). وجاء في صحيح مسلم: (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً، فليستقلّ أو ليستكثر)، والرسول صلى الله عليه وسلم وعد من أصيب بالفاقة والحاجة ولم يسأل الناس بأن الله سوف يسدّ عنه حاجته؛ فقد جاء في الترمذي وأبي داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لن تسد فاقته، ومن أنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل). ومن أشد الأعمال قبحاً، وأكثرها انتشاراً عادة التسول التي يمارسها كثير من ضعفاء النفوس الذين وجدوا من التسول مهنة سهلة لا تعب فيها، وتشتد هذه العادة قبحاً إذا تم من خلالها استغلال الأطفال ووضعهم أداة لكسب عطف الناس خاصة في شهر رمضان، فإن هؤلاء المتسولين يعتقدون أن اصطحاب الأطفال أثناء ممارستهم لتلك العادة الممقوتة دينياً واجتماعياً سيزيد من غلتهم ويرفع من كسبهم اليومي، وهم بهذا العمل ارتكبوا جريمة بحق أطفالهم وعرضوا طفولتهم للتشويه، وكل يوم يغتالون براءة الصغار. هذه الصورة التقطتها عند أحد المساجد بعنيزة حيث كان ذلك المتسول ينقل خمسة أطفال لا تتجاوز أعمارهم السادسة في سيارته وقام بوضعهم في (الصندوق) الخلفي وعرضهم لخطر السقوط، وحرارة الشمس، ونظرات المارة، وكان منظرهم محزناً للغاية، فإلى متى يستمر أولئك المتسولون في استغلال الأطفال وتشويه طفولتهم، وظلم الصغار الذين لا ذنب لهم إلا أنهم خرجوا للدنيا من أبوين لم يراعيا حق الله في أطفالهم؟ حتى وإن تعرضوا للفقر واحتاجوا للناس، فيجب أن تحفظ للأطفال براءتهم وتصان كرامتهم وترسم البسمة الدائمة على ثغورهم.
|