الماء ثروة عظيمة لا تقدر بثمن، فكيف نستطيع الحفاظ على هذه الثروة، والحد من هدرها وضياعها؟.. خصوصاً إذا علمنا أن الموارد المائية محدودة جداً في بلادنا مما يستوجب علينا التفكير بجدية في كيفية المحافظة على هذه الثروة العظيمة!! نلاحظ استمرار مشكلة هدر المياه والإسراف في استخدامها مع وجود حملات التوعية في عملية الترشيد في استخدام المياه، فعملية استجابة المواطنين لحملات التوعية في عملية ترشيد استخدام المياه ما زالت ضعيفة وبطيئة! فما هو السبب يا ترى؟نحن نطالب المواطنين من خلال حملات التوعية بعدم الإسراف في استخدام الماء والحفاظ على هذه الثروة المهمة، ولكن لننظر إلى واقعنا الاجتماعي في كيفية تعامل المجتمع بكل مؤسساته مع هذه الثروة العظيمة! سنجد مثلاً أن شوارعنا تسبح بالمياه بشكل شبه يومي بسبب سلبية البلدية في عملية سقي الأشجار المحيطة بشوارعنا فنجد العشوائية الواضحة من قبل عمال سقي الأشجار في هذه الأماكن مما يتسبب في هدر المياه في شوارعنا ناهيك عما تسببه هذه المياه المهدرة من تشويه لمنظر المدن بسبب كميات المياه الموجودة في هذه الشوارع، كما أننا نرى المياه المهدرة في الشوارع وفي الأحياء بسبب حدوث تسرب للمياه من بعض شبكات المياه الرئيسية في الأحياء في ظل تأخر البلدية في عملية إصلاح هذا التسرب!! فهل يا ترى سيستجيب المواطن لحملات الترشيد وهو يرى هذه المناظر المؤسفة التي يتم من خلالها هدر كميات كبيرة من المياه من قبل جهاز حكومي مهم! عندما يرى الأبناء تلك المياه المهدرة من قبل محلات غسيل السيارات التي تسيء استخدام الماء بشكل ملفت للنظر في ظل الغياب الكامل من قبل الأجهزة الحكومية في متابعة تلك المحلات ووضع أنظمة صارمة على تلك المحلات يكون من شأنها إيقاف هذا الهدر الكبير للماء، مما يولد لدى الأبناء انطباعاً سلبياً تجاه هذه الثروة فلا يقدروا قيمتها بسبب ما يرونه في المجتمع من عدم اهتمام وتقدير لهذه الثروة!! يجب على المجتمع بكل مؤسساته تهيئة بيئة إيجابية يتم من خلالها بث الشعور الإيجابي لدى الأبناء تجاه هذه الثروة لكي يعرفوا قيمتها ويستطيعوا التعامل معها تعاملاً إيجابياً.القدوة تلعب دوراً مهماً في حياتنا في كل شيء، فلعل وجود القدوة الإيجابية بالنسبة للتعامل مع الماء قد يكون وجهاً مهماً من وجوه حملات التوعية في ترشيد استخدام المياه!
|