خلال اجتماع أولياء أمور الطلاب مع مندوب الإشراف التربوي في إحدى المدارس دار نقاش حول نظام تقييم الطلاب وجودة التعليم في المدرسة ومدى التزام المعلمين ومدير المدرسة بتعليمات وأنظمة إدارة التعليم والإشراف التربوي. ذكر لنا الاستاذ المشرف التربوي الكثير من الأنظمة والقوانين التي وضعتها الوزارة لتحقيق مستوى تعليم مشرف، فكان الطرح رائعاً والاستاذ كان متمكناً من موضوع اللقاء وتفاصيله مما طمأن أولياء أمور الطلاب على ابنائهم ومستقبلهم في المدرسة. بعد أن انتهى الاستاذ المشرف التربوي من طرحه توجه اليه اولياء الامور بأسئلتهم حيث تحدث عدد كبير منهم عن مشاكل واجهوها مع أبنائهم سببها عدم تطبيق تلك الأنظمة التي ذكرها المشرف في حديثه. فكان جواب الاستاذ المشرف التربوي هو أن تلك مشكلة خاصة بطالب معين ولا يمكن تعميمها على المدرسة. تتابعت الأسئلة من أولياء الأمور وتتابع طرح المعوقات التي يواجهها أولياء الأمور وكان جواب الاستاذ المشرف التربوي واحداً هو (هذه مشكلة خاصة بطالب معين ولا يمكن تعميمها على المدرسة. كان الاستاذ يقوم بتقييم لاداء المدرسة من خلال استمارة كان يعبئها أثناء نقاشه مع أولياء الأمور. سألت الاستاذ إذا كان هناك آلية يمكن من خلالها التعرف على مدى تطبيق الأنظمة المذكورة؟ فكان الجواب هو أنه شخصياً يقوم بزيارة المدرسة بشكل دوري ليتأكد من التطبيق وأنه مسئول عن متابعة احدى عشرة مدرسة بالمنطقة اضافة إلى مهامه الأخرى طبعاً. كان واضحاً أن الاستاذ الفاضل مجتهد في عمله ويبذل جهوداً جبارة في تحقيق أهداف إدارة التعليم تلك ولكن لو سلمنا ان الاحدى عشرة مدرسة التي يشرف عليها هذا الاستاذ ملتزمة بالأنظمة ومثالية حسب وصفه لها فما الذي يضمن التزام باقي مدارس المنطقة بالأنظمة؟ بل ما الذي يضمن التزام المدرسة بتوفير مستوى تربوي وتعليمي كما يجب بعد أن يتقاعد ذلك الاستاذ أو بعد وفاته بعد عمر طويل؟! إن ما نطمح اليه كأولياء أمور هو وجود آلية متطورة يستطيع من خلالها ولي الأمر متابعة مسيرة أبنائه التربوية والتعليمية كي يستطيع أن يركز جهوده بالتعاون مع المدرسة على النقاط التي تتطلب تلك الجهود. فأياً كانت الجهود الذي يبذلها أولياء الأمور فلن يكون لها الفائدة التي يمكن أن تحققها في حال وجود وضوح توفره تلك الآلية. نعم نحن بحاجة إلى المجتهدين والمتحمسين لأداء عملهم سواء في التعليم أو في مجالات العمل الأخرى وستكون الفائدة أعم وأعظم إذا كانت تلك الجهود والأعمال ضمن منظومة عمل تسخر من خلالها جميع الجهود والأفكار لبناء تلك الآلية والاستفادة من النجاحات والأخطاء بشكل مستمر ليستمر تطوير تلك الآلية لتواكب متطلبات الزمان والمكان الذي تطبق فيه. فلو تبنت إدارات التعليم هذا الأسلوب في العمل وغرست في كوادرها الأكفاء مفهوم التفكير المؤسساتي وأهميته بدلاً من العمل الفردي وعزَّزت هذا الجانب لدى طاقمها الإداري لانعكس ذلك على المستوى التربوي والعلمي لأبنائنا وبناتنا ولتطورت جميع القطاعات الأخرى لأن كوادرها مرّوا بمراحل تأسيس وبناء رائعة. نفخر نحن أبناء هذا الوطن المعطاء بوجود الكثير من الأساتذة الأفاضل في إدارات التعليم ونكنُّ لهم كل الحب والتقدير والاحترام ونتمنى استغلال هذه الطاقات الجبارة بشكل يحقق نجاحات مستمرة لنظام التعليم في بلدنا الغالي.
|