Tuesday 1st November,200512087العددالثلاثاء 29 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

واشنطن مهددة بـ(إعصار) سياسي قادم من العراق !واشنطن مهددة بـ(إعصار) سياسي قادم من العراق !

* موسكو - سعيد طانيوس:
من غير المستبعد أن يجتاح واشنطن إعصار سياسي قادم من الأزمة العراقية هذه المرة, إذا ما قرر القاضي باتريك فيتزجيرالد توجيه الاتهام لاثنين من أركان الإدارة الأمريكية الحالية بتسريب اسم العميلة السرية في المخابرات الأمريكية، فاليري بليم، إلى الصحافة بشكلٍ غير قانوني.
وإذا ما وجد هذا القاضي الذي يحقق فيما أصبح يعرف بفضيحة (بليم) التي تخيم على أجواء البيت الأبيض أنهما مسؤولان عن هذه الفضيحة فقد يفقد فريق جورج بوش كلاً من كارل روف، أقرب مساعدي الرئيس وصانع نجاحه في الانتخابات التي جرت في عام 2004، ولويس ليبي، مستشار نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني.
ويقال إن مساعدي بوش كشفا النقاب عن اسم العميلة فاليري بليم بهدف الإساءة إلى زوجها السفير السابق جوزيف ويلسون الذي انتقد حرب إدارة بوش على العراق.
وهكذا يمكن أن ينكأ التحقيق الذي يجريه القاضي فيتزجيرالد جروحاً لم تندمل في جسد أمريكا التي لا تزال تتساءل: هل كان هناك ما يبرر غزو العراق؟ وفيما تواجه الولايات المتحدة مزيداً من الصعاب في العراق، تزعزع هذه التساؤلات ثقة الأمريكيين بالحزب الجمهوري الحاكم وإدارة بوش، إذ يعتبر الرأي العام الأمريكي أن سقوط أكثر من ألفي قتيل و15 ألف جريح في صفوف القوات الأمريكية في العراق هو ثمن فادح لا يجوز دفعه بسبب أخطاء ارتكبها من أداروا الحملة العسكرية لغزو العراق وخططوا لمرحلة ما بعد الحرب.
وبغض النظر عن مدى ديموقراطية ونزاهة الاستفتاء الذي جرى بشأن الدستور العراقي وانشراح جورج بوش والمحيطين به لإقرار هذا الدستور، إلا أن هذا لا ينكر حقيقة أن الولايات المتحدة بدأت تخسر معركة الاستحواذ على عقول وأفئدة العراقيين حتى بين أشد الفئات الاثنية المؤيدة لها، إذ أفاد تقرير سري رفع إلى وزارة الدفاع البريطانية بأن 67% من العراقيين يرون أن الوجود العسكري الأمريكي والبريطاني في بلادهم لا يساعد على توفير الأمن لهم بل يسبب لهم متاعب مقابل ما يقل عن 1% فقط من العراقيين الذين يرون أن العكس هو الصحيح، وفضلاً عن ذلك فإن 65% من العراقيين يؤيدون الهجمات ضد قوات الاحتلال، بكلمة أخرى فإن ما تسميه واشنطن (إرهاباً) في العراق يتفق وإرادة غالبية الشعب العراقي.
ويضاف إلى فضيحة (بليم) التي تهدد البيت الأبيض في واشنطن، قيام صديق (الصقور) اليمينيين زبيغنيو برجينسكي بتوجيه ضربة فجائية إلى البيت الأبيض من خلال إعلانه أن إدارة بوش تخدع نفسها وأمريكا حين ترجع أسباب الإرهاب إلى (كراهية الحرية) و(مشاعر عدائية تجاه حضارة محددة)، ذلك أن أعمال العنف تستهدف دائماً حلفاء الولايات المتحدة الذين يساندون الغزو العسكري للشرق الأوسط، وأيضاً زبائن الولايات المتحدة أمثال إسرائيل.
ويرى برجينسكي أنه يمكن نتيجة لذلك أن تنفض بلدان (عاقلة) عن الولايات المتحدة، وأعرب برجينسكي الذي يعد من غلاة المحافظين الجدد في أمريكا، عن قلقه من انحطاط سمعة الولايات المتحدة في العالم.ويعتقد برجينسكي أنه إذا ما استمر الحال على نفس المنوال فقد يؤكد جورج بوش عملياً ما خلص إليه المؤرخ ارنولد توينبي نظرياً من أن (خطوات الزعماء الانتحارية) هي التي تأتي، عادة، في مقدمة أسباب انهيار الإمبراطوريات.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved