أضواء
تظاهرة غربية في مجلس الأمن
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في تظاهرة غربية بمجلس الأمن الدولي تذكرنا بما حصل قبل الإعداد الأمريكي - البريطاني لغزو العراق، حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية جوندليزا رايس ومعها وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا إقناع نظرائهم الذين يمثلون دولهم في اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي إلتأم فجر اليوم الثلاثاء من أجل تمرير قرار يهدد سورية بعقوبات اقتصادية قادمة إذا لم تنفذ دمشق كل ما يطلب منها فيما جاء بتقريري ميليس ولارسون.
ومع أن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي يدعمون القرار الذي يدعو لتعاون سوري كامل، إلا أن كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يتشددون ويطالبون إضافة فقرة التهديد بحظر دولي لوضع المزيد من الضغوط على حكومة دمشق.
فيما يرى التكتل المعارض المكون من كل من روسيا والصين والجزائر أن الوقت مبكر للغاية لفرض عقوبات خاصة وأن نتائج التحقيق لم تكتمل.
ويشار إلى أنه قد مدد عمل لجنة التحقيق الدولية حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول.
وكان السفير الأمريكي في الأمم المتحدة بولتون قد صرح الجمعة أن القرار يملك الأصوات التسعة اللازمة لإجازته وقال: (من المرجح أن يكون هناك المزيد عند التصويت.. ولا أتوقع أي فيتو).وتقف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بقوة خلف تقرير المدعي العام الألماني ديتليف ميليس الذي أشار الى تورط مسؤولين أمنيين سوريين ولبنانيين كبار في جريمة اغتيال الحريري، كما اتهم حكومة دمشق بعدم التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية. ويطالب القرار سوريا باعتقال أي من تسميه لجنة التحقيق كمشتبه، والسماح باستجواب الأفراد خارج سوريا أو دون حضور مسؤولين سوريين.
كما يهدد القرار الثلاثي بتجميد أرصدة وفرض حظر على سفر كل من يتم تحديده كمشتبه به من قبل اللجنة. ويهدد مجلس الأمن سوريا بالمزيد من التدابير من بينها حظر اقتصادي حال رفضها التعاون مع لجنة التحقيق الدولية.
وتكهن كذلك السفير البريطاني لدى المنظمة الأممية ايمر جونز باري باجازة القرار بقوة. ومن جانبه تحدث السفير الفرنسي جان - مارك لا سابليير عن دعم قوي لمسودة القرار وتوقع إجازته.
أما السفير الجزائري عبدالله بعلي فقال: إن حكومته وبعض الدول الأخرى تعارض فرض حظر على دمشق. مضيفاً: (من السابق لأوانه وليس هناك ما يبرر التحدث عن حظر، في الوقت الذي لا نعرف فيه نتائج التحقيق المستمر).
كذلك السفير الروسي في مجلس الأمن أعرب عن معارضته لعقوبة الحظر مردداً أكثر من مرة.. (لا نريد ذلك).. نشعر بعدم الارتياح لذكر عقوبة الحظر.. يجب حذف ذلك.
اجتماع الفجر حضره وزير خارجية سوريا فاروق الشرع الذي وجد مساندة ودعماً من وزراء خارجية روسيا والصين والجزائر في عدم تضمين القرار فقرات تشير إلى حظر قادم أو تهديد مبطن، إلا أنه سيواجه بطلبات من هؤلاء المساندين بالموافقة والقبول بما يطلب من بلاده من تعاون في الكشف وتسليم قتلة الحريري.