* الجزائر- محمود أبو بكر: شرعت مصالح الأمن الجزائرية في تحويل جميع المتورطين في أعمال الشغب التي عرفتها مدينة (أرزيوا) البترولية - غربي الجزائر العاصمة - على العدالة. وقد طالت عمليات الشغب التي استمرت لأكثر من يومين بالمدينة، العديد من الهياكل القاعدية والمؤسسات الإدارية وكذلك المحلات التجارية المملوكة للخواص، نتيجة الاحتجاجات العنيفة التي قادها بعض الشباب للمطالبة ببعض الحقوق لا سيما إنفاذ الوعود الانتخابية المتعلقة بالقضاء على البطالة، وتوفير السكنات الاجتماعية، والتي تحولت فيما بعد إلى أعمال شغب صاخبة وضعت المدينة في (حالة طوارئ) غير مسبوقة. وقد شوهد تدفق كبير لقوات الأمن التي تبدي تخوفا شديدا جراء تدهور الوضع الأمني بهذه المدينة التي تضم أكبر مركب صناعي في نشاط البيتروكيمياء على مستوى الجزائر، وقد سجل يوم أمس (الأربعاء) توقف شبه تام لبعض مصالح البلدية التي تعرضت لعملية اقتحام كبيرة من قبل الشباب المحتج. وفي حين حولت مصالح الأمن أمس حوالي 30 شخصا على وكيل الجمهورية لدى محكمة فديل، بتهمة الوقوف خلف أعمال العنف، من جملة 53 شابا، تم توقيفهم في هذه الحركة الاحتجاجية فإن المواجهات قد تضاعفت مساءً احتجاجا على مقتل الشاب (عدايدي أحميدة)، بعد أن تلقى طلقة رصاص بطريقة غير إرادية من طرف أحد رجال الشرطة. وإثر ذلك كثفت مختلف مصالح الأمن من تواجدها في أهم الشوارع الرئيسية بالمدينة وكذلك الطرق المؤدية إلى المنطقة الصناعية لسوناطراك التي تشهد هي الأخرى إجراءات أمنية لم تعهدها حتى في سنوات الأزمة الأمنية بالتسعينات، وذلك منعا لمحاولات بعض الشباب توجيه موجة العنف نحو المنطقة الصناعية، وما قد يترتب عن ذلك من انعكاسات سلبية.
|