تحمل ذاكرة التاريخ أعمالا وشخصيات بارزة يستدعيها مبدعونا في أعمالهم، ورغم قلتها فهي تحتاج ميزانيات ضخمة للديكور والملابس والإضاءة وصنع المعارك وما إلى ذلك من أمور يتكبدها منتج الأعمال التاريخية. وفي ظل غياب الأعمال الدينية هذا العام وطغيان الدراما الاجتماعية ظن منتجو الأعمال التاريخية القليلة أصلا أنها ستحقق نسبة مشاعدة عالية لأنها تسلط الضوء على مرحلتين هامتين من تاريخنا العربي حيث تجسد الأولى (الظاهر بيبرس) محاولة اختراق العالم العربي من خلال قوى متربصة به هي (التتر) و(الحملات الصليبية) كما تجسد الثانية والثالثة فترة تفتيت الأندلس إلى دويلات صغيرة وقرب نهاية حكم المسلمين لهذه البلاد التي كانت منارة في العلوم والفن وشتى المجالات، طرحها عملا: (ملوك الطوائف) الذي يصور حلقات الخلاف والتناحر بين ملوك الطوائف حتى تسقط مملكة طليطلة منذرة بنهاية الأندلس و(المرابطون) عمل كان يحمل الاسم الأول وتغير لعدم الخلط وكذلك المضمون نفسه وكذلك مسلسل (سيد العشاق) عمل تاريخي من نوع خاص حيث لا يرفع سيف ولا يسفك دم حيث يحكي عن قصة حب شاعرية وعربية الأصل بطلاها قيس بن زريح ولبنى. المهم أن هذه الأعمال التي كانت تحظى بنسبة مشاهدة عالية ومتابعة مستمرة فقدت هذا العام كل مميزاتها السابقة ربما للمعرفة السابقة لدى المشاهد بهذه الأحداث أو المبالغات الكثيرة التي يحملها طرحها وكذلك التغيير المزاجي للمشاهد العربي حيث أصبحت الدراما الاجتماعية همه الأول لما تحمله من خفة في الطرح وسهولة في الأداء مقتربة من الحياة العادية لهذا المتابع وكذلك يسر المفردات والأسماء في هذه الأعمال عنها في الأعمال التاريخية التي لم تلق الصدى الكافي أو حتى المشاهدة وربما يكون هذا الموسم الرمضاني إنذارا بإسدال الستار على الأعمال التاريخية حيث لا مشاهد!.
|