لم يكتف مسلسل (الحور العين) الذي يُبث ليلياً خلال شهر رمضان بالضعف الواضح في الفكرة والدراما والحوار وأسلوب المعالجة فحسب، بل تعداها - في تصوري - إلى إساءة واضحة للمجتمع السعودي وكيانه الكبير. توقّعنا أن تكون تلك الأخطاء الفاحشة في بداية عرض المسلسل مجرد عثرات وستزول سريعاً، ولم يكن يخالجنا أدنى شك في أن يكون مسلسلاً بتلك الميزانية الإعلانية الضخمة!! وحملات الدعاية التي طرقت كل الأبواب الإعلامية.. سينهض سريعاً ويقدّم عملاً مهنياً راقياً يعالج ما حدث من عمليات إرهابية بشعة في المملكة. ولكن للأسف تهاوى المسلسل بشكل مريع وأصبح يقدِّم عملاً سطحياً هزيلاً لا يرقى لتوقعات وطموحات من تابعوه وتوقّعوه. قد لا يكون شأننا أن يكون ذلك الطرح عاماً ولكن - المحزن - أن يكون بتمويل سعودي ويخاطب الشأن السعودي في كل صغيرة وكبيرة. أعتقد من أبرز السلبيات التي رصدت هي: - ضعف أداء الممثلين بصورة عامة واعتماد المخرج على فئة الدرجة الثالثة منهم. ولذلك فليس هناك مميز أو (بطولي) على الإطلاق. - أغلبية المشاهد تدور حول مجموعة من العائلات الشامية واللبنانية تتمحور أحداثها في (مشاكل نفسية) ومعاناة مع أبنائها وبناتها كالانفلات الأخلاقي ل(هنادي)، وعبث الأخرى بالإنترنت وعلاقتها بأحد الشباب. - بقية المشاهد عبارة عن زوج (مهندس) معقّد مغرور يؤذي زوجته، وآخر (فنان) مريض نفسياً يشك في زوجته.. وآخر مضطرب سلوكياً يعمل ميكانيكياً وزوجته كاتبة. - أغلبية المشاهد تتحدث عن معاناة ما يسمونه بالغربة (والشحططة) على حد تعبيرهم وهم يقيمون في المملكة، وكأن ذلك الوضع مجبرون عليه، ولم يكن ذلك حلماً ينتظرونه طويلاً. - الممثلون والممثلات بالغوا كثيراً في وصف أي عملية إرهابية وكأنها زلزال وكارثة أتلفت أعصابهم وأنهم لا يتحملون البقاء هنا. - تصوير الأوضاع في المملكة بالمأساوية، وتناسوا أن ما يحدث في بلدانهم أشد وأمر وأعتى. - عكس صورة مخزية عن المواطن السعودي.. فإلى جانب ندرة الممثلين السعوديين، نجد أن الدور المتواضع المسند ل(أبو عبد الله) يصوّره بأنه مزواج ولعوب يملك المال الوفير ليعبث به. وقد قالت عنه الممثلة الأردنية في أحد المشاهد صراحةً: (نحن نعرف هيك الأشكال وشو بدَّهم). ** هناك أخطاء فنية تكتيكية عديدة أهمها: - الأغلبية يرتدون الثياب السعودية فوق البنطال!! - رداءة وطول الأحداث دون الدخول في الهدف الأساسي وهو (الإرهاب). - أغلبية طلبة الجامعة (أجانب)!! - بث شعار (الإخبارية) في وقت لم تكن أنشئت بعد مع أحداث (المحيا). - ضعف الدراما والمعالجة النصوصية.. فلا تعرف هل المسلسل عربي أم عامي أو فصيح. أخيراً.. يمكن القول إن الحسنة الوحيدة لذلك الطرح هو قدرته على انتقاء اسم مميز ليطلقه على مسلسله وهو (الحور العين). ولعل المتابع يلحظ الفروق الشاسعة بين نجاحات (ملوك الطوائف) و(الطريق الوعر) وبين مسلسل هزيل ك(الحور العين).
|