من مِنَّا لا يريد المغفرة؟ ومَنْ مِنَّا لا يريد الفضيلة؟ أليس طلب المغفرة أمنيتنا؟.. مَنْ يغفر الذنوب إلا الله؟ لا أحد يملك مغفرة الذنوب.. فتقرب منه إلا الواحد الأحد الفرّد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. لا يملك المغفرة إلا هو (الله) مَنْ رفعَ السماءَ وبسطَ الأرضَ وخلقَ ما في الأرحام. من غافر الذنب وقابل التوب؟.. من أنزل القرآن منهجاً ووحياً منزلاً مرشدنا وموجهنا بكلماته وآياته؛ منهجاً ابتدأ من {تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} إلى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}لمن تاب وآمن وعمل صالحاً. سبحانك ما أرحمك إله يخبر عن نفسه سبحانه بقوله {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (82) طه، ذكر الله (جل جلاله) هذا الاسم مكرراً في 91 موضعاً لنتذكر عظمة الله سبحانه، فكيف بعد ذلك يتجرأ المذنب على ربه يتقرب من المخلوق وينسى الخالق، يطلب المغفرة والخير من المخلوق ويتجرأ على الخالق، يخالف المنهج ويهاجم الدين، يا ابن آدم خُلقت من تراب وسوف تعود إليه ومكونات جسمك مكوناته (ثبت علمياً)! فكيف تنسى محاسبة نفسك {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53) الزمر. شهر الغفران أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار أجارنا الله وإياكم منها.
(*) مكة المكرمة ص.ب 12971 مكة
|