Thursday 27th October,200512082العددالخميس 24 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

التوازن .. وحماية البيئةالتوازن .. وحماية البيئة
د. سهام العيسى

أثارت حلقة (طاش) عن دور الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها على رعاية البيئة وضرورة بناء وعي بيئي لدى أفراد المجتمع ردود فعل متباينة. حلقة شدت المهتمين بالبيئة، بينما اعتبرها آخرون أنها مجرد حكايات مرت أضحكتهم وقتيا وأثارت التساؤل لدى فريق منهم.
هذه الحلقة حقيقة جسدت أهمية دور الإعلام في هذا المجال الذي ينبغي أن يكون أساسياً ورائدا في تنمية الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع.
من المعروف أن حماية البيئة وخصوصاً الحياة الفطرية شيء فطري ينغرس داخل الكيان البشري وينمو معه لذا نجد الكثير من البيئات التي لم تصل إليها الحضارة الحديثة تحافظ على بيئتها البكر ومواردها الطبيعية وبالعكس نجد أن البيئات التي غزتها الحضارة وتسلل إليها التطور تعاني من مشكلات بيئية وأهمها تلوث الهواء والماء واستنزاف الموارد.
في بلدنا الحبيب بدأت هذه المشاكل تظهر مع بداية الطفرة الاقتصادية حيث بدأت مشاكل البيئة تظهر في مجتمعنا، كما أوضح د. عبدالعزيز أبو زنادة في العدد الخامس من نشرة الحياة الفطرية: كان من سلبيات عصر الطفرة وزيادة مستوى الرفاهية التي تمتع بها المواطنون دفعتهم إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتناسي الاعتبارات البيئية فبدأ الاحتطاب الجائر وقلع الأشجار واضمحلال الغطاء النباتي الطبيعي وممارسة الصيد الجائر الذي قضى على الأنواع الفطرية التراثية لا سيما المها العربي.
إن المشاكل البيئية في بلدنا كانت من التنوع بحيث استدعت سرعة معالجتها والسيطرة على الوضع البيئي المتردي فكان إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية هو الخطوة الرائدة الأولى ووضعت لها أهدافا محددة تسعى إلى تحقيقها وأهمها برأيي هو زيادة الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع.
مشاكل البيئة في مجتمعنا كثيرة ومتشعبة وعلى رأي القصبي أن أهمها قضية التوازن البيئي الذي تفتقد كثيرا من شرائح المجتمع معرفته فإحدى الحكايات التي سمعتها وجعلتني أصاب بالذهول هو تباهي بعض طلاب المرحلة المتوسطة باقتناء صغار الضب وحمله معه خلال اليوم الدراسي... والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما أهمية هذا العمل لهم ؟ وما هي القيم التي بنيت لديهم حتى أصبحوا يتباهون بحمل حيوان ضعيف؟ وهل يعرف هؤلاء الصغار خطورة هذا التصرف غير المسئول؟
في أحد البرامج التدريبية الذي تعقده الهيئة الوطنية لحماية البيئة طرحت احدى المتدربات سؤالاً وهو هل تكفي مثل هذه الدورات لنقل المعرفة والوعي البيئي وأين دور الإعلام؟ أن سلطة الإعلام هي الأقوى تأثيراً عندما نسعى إلى تغيير مفاهيم معينة، وبناء وترسيخ أسس معرفية ومفاهيم جديدة أن دور الإعلام في تنمية الوعي البيئي ضئيل وشبه مغيب. فأبسط مثال عندما نناقش موضوع المحميات وأهميتها نجد أن البعض يرفضها ويعتبرها سلب ملكيات بعض القبائل خصوصا في الحجاز والجنوب، وكذلك عندما نناقش قضية استنزاف الموارد وترشيد الاستهلاك وغيرها من المشاكل البيئية التي تمس مجتمعنا نجد أن الكثير من شرائح المجتمع لديه مفاهيم مغلوطة أو أنه يتعامل مع الكثير من هذه المشاكل ببرود أو بطابع يؤطره الاستهزاء وعدم الإحساس بالمسؤولية.
ما نحتاجه حقيقة هو إستراتيجية متكاملة لحماية البيئة تضع بنودها الأساسية الهيئة العليا لحماية الحياة الفطرية وبمشاركة جميع قطاعات الدولة الحكومية والخاصة ويكون للإعلام دور متميز في تغيير مفاهيم ومعتقدات وتأسيس وعي معرفي لدى أفراد المجتمع فيد واحدة لا تكفي للبناء وتصحيح مسار مجتمع متكامل مهما بذلت من جهود.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved