في مثل هذا اليوم من عام 2003 وسط احتفالية مهيبة شهدها مطار القاهرة الدولي عادت مومياء الملك (رمسيس الأول) إلى أرض الوطن بعد غربة تجاوزت 140 عاماً طافت خلالها عدداً من دول العالم حتى استقر بها الحال في متحف (مايكل كارلوس) بمدينة أتلانتا الأمريكية. وصلت المومياء في السادسة والنصف مساء على متن طائرة الخطوط الفرنسية رحلة رقم 528 القادمة من باريس يرافقها وفد وزارة الثقافة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية ومديرة المتحف الأمريكي و13 باحثاً أمريكياً متخصصاً في علم المصريات. وقد وضعت المومياء في صندوق خاص لحفظها ملفوفة بعلم مصر. وقد تأخر خروج المومياء حوالي ساعتين بسبب محاولات بين د. زاهي حواس ومسؤولي مطار القاهرة حول إمكانية خروج المومياء من صالة كبار الزوار. وبعد مشاورات ومداولات تبين أنه من المستحيل خروجها من استراحة كبار الزوار. وتم إنهاء إجراءات خروج المومياء بعد موافقة الأجهزة المختصة، وخرجت من باب رقم (35) بقرية البضائع في سيارة إسعاف متوجهة إلى (المتحف المصري). وقد استقبلت مومياء الفرعون المصري (أول ملوك الأسرة 19) استقبالاً حافلاً في مطار القاهرة شارك فيه عدد كبير من مسؤولي وزارة الثقافة بحضور عدد كبير من مراسلي وكالات الأنباء العالمية والعربية لتسجيل هذه اللحظة التاريخية. وصرح د. زاهي حواس لدى وصوله المطار بأن عودة مومياء (رمسيس الأول) إلى أرض الوطن لفتة رائعة من المتحف الأمريكي الذي بادر بالاتصال بنا لتسلم المومياء بعد الفحوصات المعملية التي أثبتت أنها مومياء (ملكية) عندما كانت ضمن مقتنيات متحف الفن (نياجرا فول) بكندا الذي قام ببيعها لمتحف (مايكل كارلوس) بأتلانتا مقابل 2 مليون دولار. وقد قام المتحف بتسليمها لنا دون أي مقابل بعد أن وجد أنه ليس من اللائق أن تكون مومياء فرعون مصري خارج وطنه.
|