وقفة مع روائع (طاش ما طاش)

نتابع في هذا الشهر الفضيل مسلسل طاش ما طاش والذي يناقش الكثير من أمورنا الاجتماعية الجديرة بالطرح والنقاش، ورغم ما نشر عنه في (الجزيرة) وبعض الصحف ومعارضة الكثيرين لهذا المسلسل إلا أنه أثبت نجاحه وتفوقه بما يقدمه لنا من حلقات مميزة تتناول كثيراً من قضايا مجتمعنا السعودي، وهذا يساعدنا في كشف سلبياتنا من أجل علاج تلك السلبيات بما يعود بالفائدة والخير على مجتمعنا.
ولعل مسلسل طاش ما طاش في بعض حلقاته في هذا العام قد أثار الكثير من قضايا مجتمعنا، والتي تحتاج إلى نقاش وطرح من أجل تلافي الأخطاء والسلبيات.
ومن ضمن تلك الحلقات المميزة تلك الحلقة التي تظهر مدى معاناة المواطنين من تأخر حصولهم على قروض تعينهم في بناء بيت العمر والذي يمثل هاجساً كبيراً لكل مواطن.
ولقد أثارت هذه الحلقة المميزة العديد من سلبيات صندوق التنمية العقارية والتي يجب تلافيها من أجل تيسير حصول المواطن على قرض يعينه في بناء بيت العمر.
كما أننا تابعنا تلك الحلقة المثيرة جداً والتي تعكس سلبية شريحة كبيرة في هذا المجتمع، فيما يتعلق بذكر اسم المرأة، فكثير من أبناء هذا المجتمع وللأسف يرى أن ظهور اسم المرأة هو من الأمور المحظورة، فاسم المرأة يجب ألا يظهر للناس! وهذا بسبب تمسك الكثيرين بعادات وتقاليد سلبية لا زالت تلقي بظلالها على مجتمعنا. وليعلم المجتمع أن اسم المرأة ليس بعورة بل إن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السليم كان يفاخر بأسماء بناته وزوجاته وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم في أمور ديننا ودنيانا.
كما أننا تفاعلنا كثيراً مع الحلقة الهادفة جداً (وشو من لحية) تلك الحلقة التي أثارت قضية مهمة موجودة في مجتمعنا وتتمثل فيمن يتخذ من ديننا الإسلامي ذريعة ووسيلة لتحقيق أهداف وغايات دنيئة تضر بمجتمعنا وبأفراده.
لتأتينا حلقة (حريم روليت) تلك الحلقة التي أثارت موضوعاً اجتماعياً بالطرح والنقاش حيث نجد أن كثيراً من أولياء الأمور هداهم الله يقوم بتزويجه ابنته الصغيرة إلى رجل مسن يكبرها بسنوات تجعل من تلك الفتاة وكأنها حفيدة من أحفاد هذا الزوج العجوز!! يجب ألا تضطرنا مشكلة العنوسة لأن تجعلنا نقع في مشاكل اجتماعية أخرى قد تكون أصعب وأكبر من مشكلة العنوسة.
إن ظاهرة تزويج الفتاة الصغيرة من رجل مسن هي ظاهرة متفشية في مجتمعنا ونحن نرى مشكلات وسلبيات هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر شيئاً فشيئاً في أوساط مجتمعنا، والمشكلة أن هذ الفتاة يتم إجبارها على الزواج من رجل في عمر جدها لا تستطيع الرفض ولا تدري إلى من تلجأ لكي يعينها على رفضها في ظل مبدأ (ولاية الرجل على المرأة) تلك الولاية التي يتم استخدامها في مجتمعنا بشكل سلبي يجعل الولي يتحكم بزوجته وبناته بشكل ينتج عنه الظلم والجور وضياع كثير من الحقوق المشروعة للمرأة!!
فماذا يقول المجتمع إذا علمنا أن هناك آباء وأزواجاً يمنعون زوجاتهم وبناتهم من الدراسة ومن الوظيفة، بسلاح الولاية المطلقة التي يملكها الرجل والتي تضر المرأة وتجعلها بلا هوية أو شخصية!!
مسلسل طاش ما طاش يثير الكثير من قضايانا الاجتماعية فعلينا التفكير في كيفية الاستفادة من هذا المسلسل بدلاً من محاربته ورفضه! فنحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه البرامج التي نستطيع من خلالها الوقوف على سلبيات مجتمعنا لمعالجتها والقضاء عليها.. مع تمنياتي للجميع بالتوفيق..
ولكم تقديري..