Monday 24th October,200512079العددالأثنين 21 ,رمضان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

العلاقة الزوجيةالعلاقة الزوجية
ناصر صالح الجربوع/القصيم

المدح والثناء من الأخلاق التي تجمِّل الحياة الزوجية وتعطيها طعماً طيباً كلما مدح الزوج زوجته على عمل قامت به لأجله أو لأجل أبنائه، أو امتدحت الزوجة زوجها في موقف وقفه من أجل العائلة، فالمدح مكافأة نفسية لكلا الطرفين والحياة الزوجية تكون جافة وروتينية إذا لم يتخللها المديح والثناء. والإنسان بفطرته يحب أن يُمتدح إذا قام بعمل، لكن الذي يحجب كلا الطرفين عن مدح الآخر هو الخوف من الغرور والتكبر، وهناك أيضاً مواقف لا أثر للمدح فيها.
هناك مواقف لا يكون للثناء والمدح بين الزوجين فيها أثر على حياتهما الزوجية، منها إذا كانت علاقة أحد الزوجين بالآخر على عدم الاحترام والتقدير، والتجريح الدائم، فإن المدح في هذه الحالة لا يكون له قيمة، لأن الحياة الزوجية أصبحت صبغتها الإعراض من كل طرف عن الآخر وعدم احترامه، وفي هذا الحال تفقد الحياة الزوجية رونقها وحيويتها، وأما الحالة الثانية التي لا يكون فيها للمدح أثر، فهي عندما يفقد كل طرف الثقة في الطرف الآخر، وأما الحالة الثالثة فهي إذا كان الزوجان كثيري المدح أحدهما للآخر، بحيث يصعب أن يفرِّق الواحد منهما بين الجد والهزل، وأن يميِّز بين المدح الصادق والكاذب، فهنا لا يكون للمدح أثر على العلاقة الزوجية، وكذلك إذا كان في المدح تكلف، وتستخدم فيه العبارات المنمقة، التي يعرف أحد الزوجين أنها ليست من طباع شريكه ولا من عباراته أو أسلوبه، ومثل ذلك إذ كان المدح في ظاهره المدح، لكنه يحمل في باطنه الاستهزاء والنقد.. فهذا لا يكون له أثر إيجابي على العلاقة الزوجية، كأن تقول الزوجة لزوجها: (أشكرك على العمل الجميل الذي قمت به، وأخيراً فكرت بنا) مثل هذه العبارات قد يكون ظاهرها المديح، لكن في باطنها توحي بالتقصير الزوجي، وأخيراً لا يكون للمدح أثر إذا كان العمل الذي يقوم به أحد الزوجين عملاً مادياً يقوم به كل يوم.
كيف تمدح؟
يكون المدح بين الزوجين مؤثراً وفعّالاً، إذا ركزنا في مدحنا على مدح الأعمال والصفات بين الزوجين، وهناك أمور يحب الرجل أن يمتدح فيها كأن تمتدح الزوجة زوجها على المشتريات التي اشتراها للبيت والأولاد، من الطعام والشراب والملابس وغيرها، فالرجل يحب أن يمتدح إذا سعى لتأمين مستقبل العائلة، أو أن تمدح رجولته وشجاعته وإقدامه في المواقف الصعبة، فإن مثل هذه العبارات تعزز فيه صفة الرجولة فتشعره بإشباع حاجاته النفسية وإثبات رجولته، فيفرح بالمدح وتزداد طاقة عمله وإنتاجه للبيت والأسرة.. وأما المرأة فتحب أن تمدح في زينتها وعطرها وجمالها وحيائها، فهذه من الصفات التي تشبع حاجاتها النفسية فيمدح الرجل زوجته بأنها ذات لمسة حانية، وبأنه يستقر عندها، وأنها سكن له وراحة، وأكثر ما يسعد الزوجة في المدح إذا أثنى عليها زوجها أمام الآخرين سواء أهله أم أهلها أم أولادها فإنها تشعر بالراحة.
إن المدح في العلاقة الزوجية يعطي معنى جديداً للحياة ورائحة زكية للعلاقة الزوجية، وأما من حرم المدح والثناء فقد حرم الخير وحرم أن يتذوق معنى الحياة.
والذين ينشأون في بيئة تفتقر إلى العلاقات الإنسانية، يجدون صعوبة في التعبير عن شكرهم للآخرين.. فلذلك نرجو أن يربي الوالدان أبناءهما منذ الصغر على المدح والثناء في الوقت المناسب والمكان المناسب، وأن يبدأ الزوجان حياتهما بتذوق لذة المدح في حياتهما الزوجية فقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته ومنهن عائشة رضي الله عنها عندما قال: (فضَّلت عائشة على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved