** لقد تحقّقت في ميدان التعليم العالي خلال فترة وجيزة عطاءات ومنجزات كبيرة، كافتتاح العديد من الجامعات في بعض المناطق التي سوف تكون بإذن الله منارات علمية تحقِّق المزيد من المكتسبات التنموية وتسهم في تطوُّر ونماء هذه المناطق كما أشار الأديب أ. حمد القاضي في مقالته التي كتبها عن تطوُّر التعليم العالي في بلادنا، وحقاً فالجامعات منارات تشع بالعلم والعرفان، وتسهم في الحاضر وصياغة المستقبل والتفوُّق العلمي والتألُّق المعرفي والتطوُّر العلمي والتقني، وتهيئة أجيال الحاضر وإرساء قواعد بنائها المنهجي العلمي لتحقيق الأهداف في جميع المجالات وشتى الميادين خاصة ونحن مع بداية قرن جديد يتطلَّب منا الأخذ بكلِّ الأساليب الممكنة في ضروب العلوم والارتقاء بالعملية التعليمية والتفوُّق فيها، والجامعات هي مصانع الرجال وبوتقة العقول. كذلك موضوع الابتعاث، وهي خطوة موفّقة ليكتسب الشباب خبرة ومعرفة وثقافة والاستفادة من خبرات تلك الجامعات العريقة. وجامعاتنا اليوم في توسُّع كبير وتحتاج إلى المزيد من الأساتذة المؤهّلين، كما أنّ وزارة التعليم العالي تولي الاهتمام والدعم والمساندة لافتتاح المزيد من الكليات والجامعات الأهلية، التي وضعت لها وزارة التعليم العالي الأنظمة المرنة وهيأت لها المناخ العلمي والدعم الممكن. * * * ** وهناك موضوع حيوي ومهم أشار إليه أ. حمد القاضي وهو المشاركات الثقافية مثل معارض الكتب الدولية والداخلية وإحياء أيام ثقافية في عدد من الدول، فالكتاب يُعَدُّ أحد الروافد الثقافية المهمة فهو وعاء من أوعية المعرفة ورسول ثقافةٍ ووجهٍ فكري وحضاري مشرق، ووسيلة إلى رقي الأمم فكرياً وحضارياً. ولعلّ مما يبهجنا في هذه البلاد أنّ تطوّرنا الحضاري لم يكن موجّهاً للمادة فقط، بل صاحب ذلك وواكبه انطلاقة علمية وثقافية من أهم معالمها الاهتمام بالكتاب طباعة ونشراً، وتوزيعاً وقراءة. ولقد قال أحد الناشرين العرب كلمة ما زلت أحفظها أنّ الكتاب يؤلَّف في مصر ويُطبع في لبنان ويُقرأ في السعودية، مما يدل على أنّ بلادنا قد ازدهرت في الفكر والثقافة، وحب الكتاب، وتحفل المكتبة السعودية اليوم بنفائس الكتب والمؤلَّفات. ولقد صدر في السنوات الأخيرة في بلادنا أعمال أدبية وثقافية جديرة بالاهتمام وما زال التعريف بها قاصراً، والكتاب السعودي للأسف مفقود في معارض الكتب في الخارج، وأنّ المرء ليعجب حين يجد المكتبات في البلدان العربية خلواً من الكتب والدواوين الشعرية السعودية، خاصة في هذا العصر الذي ازدهرت فيه بلادنا في شتى المجالات، ومنها التعليم والأدب والثقافة، والأدباء والشعراء ولهم المشاركات التي تبرز عطاءهم وأصالتهم الفكرية، وشاعريتهم، ومؤلَّفاتهم القيِّمة يدعم ذلك التطوُّر، ووعي فكري وإبداع حضاري، ولهذا فإنّ معارض الكتب وإحياء أيام ثقافية في عدد من الدول، إسهام جيد في التعريف بالمنتج والمنجز الثقافي والعلمي والطبي في جامعات بلادنا التي تشع ضياء ومعرفة وثقافة ودوراً ريادياً. ولا يبقى في الختام إلاّ أن أحيي وزارة التعليم العالي على جهودها العلمية واستثمارها في أغلى ميدان وأعز مكان على طريق النمو والتطوُّر، وبالإضافة إلى هذا الجانب المشرق هناك جوانب جديرة بالتقدير لوزارة التعليم العالي ومشاركات فاعلة في وضع جسور التواصل والتوجُّهات الخيِّرة. حقق الله الآمال، ووفّق العاملين المخلصين وأن يأخذ بيدهم إلى كلِّ ما فيه الخير والنماء والازدهار لهذا الوطن، وهذه الأرض المباركة المعطاء شذى فوّاحاً ووعياً أخّاذاً ونهضة مزدهرة وتاريخاً عظيماً.
|