** هناك.. حيث رائحة البخور.. وصوت المقرئ.. وتمتمات النسوة وعبراتهن التي تتبلّل منها (شيالهن) السوداء.. وإشراقة وجوههن الوضاءة بالعشر المباركات.. ** هناك.. وجدتها.. أدركت أنها معهن.. كتفها يمس كتفي.. وسينات التسبيح.. تسبح في شلالات سمعي.. واستحيل أنا وهي.. إلى طائرين.. يحلِّقان في ملكوت الله.. هناك حيث تلتقي الدنيا بالآخرة.. في لحظة سحرية لا تتكرَّر.. إلا في العشر المباركات.. ** هناك.. حيث القنوت.. والأيدي المزروعة في الفضاء.. تتقارب.. وتفتح أصابعها باتجاه السماء.. تستسقي الرحمة.. والمغفرة.. تستغيث.. العتق من النار والفوز بليلة القدر.. والقيام حتى يفرغ الإمام.. ليختزل الكون بهاءه في ليالٍ عشر هي الليالي المباركات! ** هناك.. وجدتها.. تنفخ.. ليشتعل الجمر.. ويعلو الدخان.. وتنتشر رائحة العود.. هناك.. حيث نسغ القهوة التي تنفث من بين اليدين البضتين المدهونتين بدهن العود.. هناك.. في صفوف النساء.. المبلّلات شيالهن بعبرات الإيمان الوضاءة وجوههن بإشراقة الحياة.. وجدتها.. في المكان الوحيد الذي تلتقي فيه النساء.. وينسين فيه تاء التأنيث وإرث المرأة المتقاطع مع إرث الرجولة.. هنا حيث الاصطفاف بتساوٍ مهيب في حضرة الصلاة والقرآن.. هنا.. أجدها.. التقيها.. تلفحني أنفاسها.. ويمسّني كتفها.. وتسبح في شلالات سمعي.. سينات تسبيحها.. في لحظة خالدة يلتقي فيها الأحياء بالأموات.. فقط في العشر المباركات!
|