** في السنوات الأخيرة.. وبعد أن شهدت المنطقة تحولات وتبدلات وأحداث ومتغيرات.. صار للخبر السياسي قيمة.. وصار الكل.. يهتم بهذا الخبر ويسأل ويتقصى عنه.. ** السياسة أو أخبار السياسة.. كانت تُعد من الترف أو من الأمور التي لا قيمة لها عند بعض الناس.. أو من الأشياء التي تضيع الوقت.. أو من الجهد الضائع.. وكان بعض الناس إذا شاهدوا شخصاً يتابع الأخبار العالمية والأحداث السياسية أو يقرأ تحليلاً أو تقريراً سياسياً.. كانوا يسخرون منه ويتندرون عليه وإن كان هؤلاء قلة.. ** اليوم.. اختلف الأمر.. عندما أدركوا أن السياسة أو أخبار السياسة تعني الأحداث.. وأن الأحداث تعني أنها وقائع.. أي أنها وقعت بالفعل.. أو قد تقع.. وأن ما وقع أو سيقع.. قد يؤثر عليك سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو غيرها أو كلها مجتمعة. ** أدركوا أن الأخبار والتحليلات السياسية تعني نقل صورة كلامية عما حدث أو سيحدث أو ربما يحدث.. أدركوا أن المسألة ليست مجرد (حكي) كما كان يشاع في السابق. ** فعندما صدر تقرير (مليس) حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري رحمه الله.. تناقلته وكالات الأنباء ومحطات الفضاء.. وتلقفته على الفور. ** طيَّرته الوكالات بسرعة.. وتابعت الفضائيات إرهاصاته.. وعندها.. تسمر المشاهد أمام التلفاز ليتابع الذي حدث بالفعل.. ولذلك يندر أن تجد شخصاً لا يدري عن تقرير (مليس) وماذا جاء فيه. ** الكثيرون. يعرفون فحوى التقرير وماذا كان يعمل (ميليس). ** والكثيرون يتحدثون عن تبعات هذا التقرير وانعكاساته على المنطقة. ** والكثيرون.. يتحدثون عن أن شيئاً.. (ما) سيصير مستقبلاً تبعاً لنتائج التحقيق المعلنة في تقرير (ميليس) أو اللاحقة في تقارير قادمة. ** هم يتوقعون مثلاً.. جملة من التوقعات.. ** يتوقعون اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأطراف المتورطة.. أو التي أدانها أو سيدينها التقرير.. يتوقعون حدوث شيء (ما) في المستقبل. ** وهذا الشيء (ما) الذي سيحدث.. لا شك أنه يعنيهم ويؤثر فيهم.. مثلما عناهم وأثر فيهم وأخذ من وقتهم وتفكيرهم.. عملية احتلال العراق وإسقاط نظامه السابق. ** يتوقعون أن المنطقة قد تشهد تحولات كبيرة.. ويتوقعون أن يحصل شيء (ما) ** تقرير (ميليس) كان قنبلة.. وكان فوق المتوقع.. وكان يحمل أموراً أكثر من خطيرة.. فالمسألة لم تعد بالنسبة للمتلقي العربي وبالذات سكان المنطقة.. مسألة إدانة طرف أو آخر بالتورط في قتل الرئيس رفيق الحريري.. المسألة بالنسبة له.. هي مسألة.. ماذا سيحصل بعد الإدانة؟ ** المسألة.. مسألة.. ماذا سيصنع صناع القرار في العالم؟ وماذا يخططون له؟ ** ويبدو.. أن السبب الرئيسي وراء ما حصل في العراق من كوارث ونكبات واحتلال وسقوط نظام.. هو سوء قراءة الرئيس السابق وأركان نظامه.. لما يحدث في العالم.. وظنهم.. أن بوسع أي شخص أن يغلق على نفسه الباب والشباك والمنافذ.. وأن يفعل ما يريد. ** ما كان يحصل قبل عشرين وثلاثين وخمسين سنة.. لا يمكن أن يحصل عام 2004م ولا عام 2006م على الإطلاق.. الأمور تغيَّرت وتبدلت. ** إننا كمواطنين عرب.. يسوؤنا جداً ويضيرنا.. أن يصاب وطن عربي بأي مكروه.. ومن أي جهة.. وبأي شكل كان. ** نتمنى السلامة والأمن والرفاهية والسعادة لكل العرب. ** لقد تألمنا كثيراً وما زلنا نتألم يومياً.. مما حدث بالعراق.. ولو أن سببه كله.. صدام حسين وزمرته.. ** نحن نسأل الله تعالى.. أن يحمي أوطاننا العربية كلها.
|